بالديموقراطيّة وحدها إنتصر علينا غيرنا، وبغيابها عندنا عيّرونا وضحكوا علينا. بالديموقراطيّة الحقيقيّة، وبإعطاء شعوبنا حقّهم الطبيعي في إختيار من يحكمهم... بذلك فقط وفقط سوف ننهض ونبني أنفسنا، وسوف نثبت وجودنا.
كثيراً ما وقف شيوخ الدين عندنا نحن "السنّة" ضد أي شئ إسمه الديموقراطيّة، وتمكين الشعب من إختيار من يحكمه. بالتأكيد فإن الأكثر تشدّداً في الدين (السلفيّون، الحنابلة، الوهابيّون، وتوابعهم الإخوان) هم من يعارض حتى مجرّد التفكير الديموقراطي على آساس أن الشعب إذا أعطي الحريّة فقد يختار "غير مسلم" لحكم الدولة !!.
شيوخ ديننا يأمروننا بطاعة الحاكم "الغير منتخب" حتى وإن سرق، أو كذب، أو فسد، أو قسى على شعبه... أو تعاون مع أعداء شعبه. هم يأمروننا بطاعة الحاكم في أي شئ طالما أنّه لم يعلن "شركه بالله". تلك هي وللأسف أحوالنا، وتلك هي "تعاليمنا"، وتلك هي من أهم أسباب إنتكاساتنا وهزائمنا وتخلّفنا، وإحتماء حكّامنا ب"الكفّار" من حولنا. كما تفعل كل الأنظمة العربيّة، ودول الخليج على وجه الخصوص.
وعودة إلى رأس الموضوع... لقد برهنت إيران "الشيعيّة" بأنّها تختلف عن البقيّة... بأنّها تؤمن ب"الديموقراطيّة"، وعلى أنّها بالفعل أصبحت اليوم - وبصدق - تمارس الديموقراطيّة. إيران أصبحت بالفعل وبالفعل - وغصباً عن الجميع - دولة ديموقراطيّة، تجاوزت ديموقراطيّتها كل تلك البلاد التي تفاخرت علينا بحكوماتها المنتخبة من قبل شعبها... وخاصّة دولة الصهاينة.
لقد بلغ عدد المصوّتين في إنتخابات إيران النهائيّة 49.5% من عموم أبناء وبنات الشعب الذين بلغوا سن الإنتخاب حسب لوائح الدولة، وكانت تلك الإنتخابات نزيهة ونقيّة ومتكاملة كما شاهدنا ذلك على شاشات التلفزيون.
متى نحن العرب نفلح في إنتخاب حكّامنا، ونتخلّص من أولئك الذين فرضوا أنفسهم علينا، وبرغم فشلهم المتكرّر، وفسادهم المنقطع النظير؛ فإنّهم لم يخجلوا من أنفسهم، ولم يحترموا شعوبهم التي يحكمونها؟. يومكم سعيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك