ميّز أصدقائك من بين أعدائك
بيّنت أحداث غزّة الأخيرة لنا الكثير من المفاهيم، وأظهرت لنا معدن البشر المحيطين بنا. عرفنا من هو بالفعل يحمل قيماً إنسانيّة وأولئك الذين يتربّع الحقد والكراهيّة في قلوبهم.
لقد تبيّن لنا كعرب وكمسلمين من الوهلة الأولى بأن "مخمّس الشر" the pentagon of evils بدوله الخمس(أمريكا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا وإيطاليا) بأن أولئك البشر هم بالفعل حقراء وأنذال، وهم يتربّعون على قمّة جبل المستعمرين الذين إحتقروا الإنسان في كل مكان في العالم، والذين إستولوا على خيرات تلك الشعوب التي إستعمروها وتنعّموا بخيراتها بينما كانوا يرون أمام أعينهم أهل تلك البلاد وهم يعانون من الجوع والعطش والحرمان والمهانة والتحقير المتعمّد.
وعودة لرأس الموضوع... كانت مواقف إسبانيا وبلجيكا والبرتغال (مثلّث الخير) في غرب أوروبا مختلفة عن مواقف بقية الحقراء في تلك البقعة من الأرض. وكانت بالفعل مواقف دول أمريكا اللاتينيّة، والكثير من بلدان أفريقيا، والكثير من بلدان آسيا هي مواقف البشر الحقيقيّون والذين لم تمت القيم الأخلاقية في أنفسهم، ولم تغب الرحمة من قلوبهم.
علينا كعرب وكمسلمين أن نتوقّف قليلاً لننظر حولنا حتى نرى من هو بالفعل يقف معنا، ومن هو بالفعل يعادينا. علينا بأن نحدد علاقاتنا المستقبلية مع الدول بقدر إحترامها لنا، وبعمق الإحساس الإنساني في داخل قلوب وآحاسيس أهلها. علينا بأن نحدد ألتوياتنا، وأن نقدّر من يقف معنا وينتصر لحقوقنا.
لابد لكل العرب من التمييز بين من يحبّهم ويحترمهم، وبين أولئك الذين يحتقرونهم ويستعبدونهم. لابد ولابد من معاملة إسبانيا وبلجيكا والبرتغال معاملة مختلفة تماماً عن تلك التي نتعامل بها مع مخمّس الشر والكراهيّة في تلك المنطقة.
نحن العرب نمتلك الكثير من الخيرات الطبيعية التي حبانا الله بها، وهي خيرات تفتقر إليها تلك البلاد التي وقفت معنا. علينا بأن نعطي أولوية في تصدير غازنا وبترولنا لإسبانيا وللبرتغال ولبلجيكا، وأن نخفّض لهم أسعار تلك مصادر الطاقة بنسبة 10% ونستلم تلك المساعدة من دول مخمّس الشر بأن نرفع أسعار النفط والغاز بنسبة 10% لأي قطرة نصدّرها لهم. ليلتكم سعيدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك