العالم من حولنا يتطوّر ويتقدّم ويعبر حثيثاً إلى الأمام في كل يوم، ونحن في عالمنا النائم مازلنا نعجز عن حكم أنفسنا، ونفشل في الإستفادة من عقول وخبرات أبنائنا وبناتنا بسبب الأنانية وسطحيّة أفق التفكير ورداءة الحسابات التي أصبحت اليوم تفرض نفسها في كل ركن وطرف في بلداننا العربيّة والإسلاميّة بسبب تخلّف وغباء وأنانيّة من يحكمنا... وسوف نبقى كذلك مالم نستفق لأنفسنا وننتبه لأخطائنا.
أتيت هذا اليوم إلى جامعة أكسفورد لحضور المؤتمر السنوي لشبكة السموم العصبية البريطانيّة British Neurotoxin Network التي تأسّست في عام 2011م، وكنت أنا من بين المؤسّسين لها في ذلك الوقت.
السموم العصبيّة بدأ إستخدامها في الطب في بدايات الثمانينات، ووصل عدد إستخداماتها في الأمور العلاجية اليوم حوالي 231 في مختلف الحالات المرضيّة التي تعجز العلاجات الأخرى المتوفّرة عن السيطرة عليها أو التحكّم فيها.
أغلب حالات الإستخدام تشمل إنقباضات عضلية لا إرادية في مناطق مختلفة من الجسم تحت مسمّى "خلل التوتّر العضلي"Dystonia؛ ربما أكثر حدوثاً هي تلك التي تصيب الكثير من عضلات الرقبة Cervical Dystonia، والعينين Blepharospasm، ونصف الوجهHemifacial Spasm، وفي عضلات فتح وقفل الفمOpen & Locked Jaw Dystonia، وعضلات الحلق والرقبة Pharyngeal & laryngeal Dystonia، وعضلات اليد أثناء الكتابة والتي تعرف طبيّاً بإسم "تشنّج الكتابة" Writer's Cramp، وعضلات المثانة البولية Over-active Bladder.. والكثير الكثير غيرها.
يستخدم البوتيولاينم(السموم العصبية)؛ والتي منها بكل تأكيد "البوتوكس" في التعرّق، والتريّق، والتدمّع... وبكل تأكيد في عمليات التجميل والتي منها التجاعيد الجلدية لكبار السن Wrinckles.
المهم... أن العالم هنا يتطوّر ويتقدّم ويعبر حثيثاً إلى الأمام في كل يوم، ونحن هناك في عالمنا النائم مازلنا نعجز عن حكم أنفسنا، ونفشل في الإستفادة من عقول وخبرات أبنائنا وبناتنا بسبب الأنانية وسطحيّة أفق التفكير ورداءة الحسابات التي أصبحت اليوم تفرض نفسها في كل ركن وطرف في بلادنا بسبب تخلّف وغباء وأنانيّة من يحكمنا... وسوف نبقى كذلك مالم نستفق لأنفسنا وننتبه لأخطائنا.
من خلال روائع المؤتمر الطبّي ومجرياته، وملاحظاتي الكثيرة عن أكسفورد كمدينة حقيقيّة للعلم والمعرفة، وكذلك رغبتي الحقيقيّة في مشاركتكم معي؛ فكّرت في أكتب أكتب هذه الإنطباعات في ثلاثة حلقات متواصلة... ليلتكم سعيدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك