اللوم لا يجب أن ينصبّ على الإنسان البسيط حتّى وإن تاه في عالم غريب عليه؛ وإنّما اللوم هو على تلك الذئاب المفترسة التي تحمل المعلومة الخطأ وتؤمن بالدين الخطأ. رسالتي هي بسيطة وواضحة ومفادها... أن هناك من يعبث بنا وبديننا، وعلينا أن ننتبه إلى أولئك الأغبياء الذين صنعوا لأنفسهم "ديانات" لم ترد في القرآن وأسموها "الإسلام".
خيري سعد الله بطيبته أو بسذاجته أو بغبائه أو بجهله
ليبي تعيس، سارق وكاذب وسكّير ومدمن مخدّرات. في عام 2012 هاجر خيري سعد الله إبن ال18 ربيعاً إلى بريطانيا وطلب اللجوء السياسي هناك بإعتبار أنّّه كان مطارداً من قبل جماعة "أنصار الشريعة". كان صائعاً في ليبيا، وكان من بين أولئك "شباب ما بعد فبراير" الذين يسرقون ويختطفون ويشربون الخمر ويتعاملون بالمخدرات وبقية الموبقات. كان من بين أولئك المراهقين الذين تمكّنوا بفضل ثورة فبراير من الحصول على سلاح وتدريب على إستخدامه، وكان ينتمي إلى إحدى المليشيات المسلّحة في طرابلس.
درس طلبه بعناية في الداخلية البريطانية وفي النهاية رفض الطلب؛ وكان أن تقدّم بإستئناف الحكم بهدف تمديد إقامته في بريطانيا. بعد دراسة أخرى متفحّصة رفض طلبه للجوء السياسي بسبب غياب الأدلّة على أنّه كان بالفعل مطارداً من قبل أنصار الشريعة في ليبيا.
قرّرت وزارة الداخليّة في بريطانيا ترحيله إلى ليبيا، وهنا تدخّلت منظّمات إنسانيّة لصالحه بحجّة أنّه سوف يتعرّض إلى خطر على حياته لو أنّه تم تسفيره إلى بلده التي تعاني من فوضى عارمة وشاملة.
سكتت الحكومة البريطانية على موضوع ترحيله وأعطي "بقاء إستثنائيّاً مؤقّتناً لأسباب إنسانية" بقى خلاله في بريطانيا حرّاً طليقاً.
تعاطى مخدّرات، وشرب خمر، وسرق وتحايل حتى أمسكته الشرطة ووضعته رهن الإعتقال. كان من بين رفقائه في السجن أبو عز الدين؛ وأبو عزالدين هذا هو مسيحي ولد في بريطانيا وأسرته منحدرة من جامايكا. كان إسمه تريفر ريتشارد برووكس. تربّى في منطقة هاكني في شرق لندن حيث تعشعش جماعات المهاجرون، وهم الفارّين من باكستان وأفغانستان حيث وجدوا ملاجئ لهم تأويهم في شرق لندن وكانوا يتعاشون على المعونات الإجتماعية من بلدهم المضيف.
في شرق لندن يلتقي كل مسلم متشدد هرب من بلاده نتيجة للمطاردة الشرطية بسبب تشدده أو إيمانه بأفكار غريبة، ومن بينهم بكل تأكيد الكثير من الليبيين الذين كانوا منخرطين في تنظيمات إسلامية متشددة من أمثال "الشيخ" أسامة الساعدي الذي هاجر إلى هناك من بيشاور ومن بعدها إلى مانشستر ثم ليبيا بعد ثورة 17 فبراير 2011.
المهم أن تريفور ريتشارد برووكس ولد هناك، ومن ثمّ عاش في صغره بين تلك الجماعات الإسلامية التي كانت تمتلك المال فأنفقت على أسرته الفقيرة وأقنعته بدخول الإسلام، وأعطي إسم عمر برووكس بعد إسلامه. تمكّن عمر برووكس من تقدّم صفوف تلك الجماعات، وكان أن أصبح الناطق الرسمي في بريطانيا ل"جماعة الغرباء" الإسلاميّة الخيريّة، والتي أتهمت فيما بعد بتمويل التنظيمات الإسلامية الإرهابية وكان أن تم القبض على عمر برووكس وأودع السجن.
شاءت الأقدار أن خيري سعد الله الليبي كان قد وضع في نفس السجن الذي كان به عمر برووكس، وحدثت صداقات وحدث التلقين وتحوّل الشاب الصائع الذي لم يصلّ في حياته ولم يكن يعرف الله... تحوّل هذا الشاب إلى جهادي متطرّف بعد التلقين وعمليات غسيل المخ، وكان أن كلّف بمحاربة "الكفرة" في سبيل "إعلاء كلمة الله"، وكان أن بشّر بالجنّة والحوريات إن هو بالفعل تمكّن من قتل عدد من الكفرة والملحدين.
حينما تم إخراجه من السجن بهدف العلاج النفساني وعملية "الدمج" في المجتمع بهدف "الإصلاح"؛ لم يتغيّر تفكير خيري سعد الله، وكانت دروس وتعليمات "الشيخ" عمر برووكس مازالت تدور في رأسه، وكانت بالفعل وعود الجنة والحوريات هو كل ما يمكنه رؤيته في عالمه المغلق والبائس.
ذهب خيري سعد الله ذات يوم صيفي إلى أحد مولات سانسبري التجارية الكبرى وبالفعل إشترى سكيناً طويلاً وحاداً من ذلك المحل (رصدته الكاميرات بالصور) وأخذ يفكّر في الطريق ل"خدمة دين الله" حتى يضمن مكاناً له في الجنّة ويتنعّم هناك بعذروات الجنّة كما تم تلقينه في شرق لندن حينما كان سجيناً هناك.
خرج ذات يوم صيفي إلى حديقة عامة تؤمها الأسر بغرض الترويح والإستمتاع بيوم جميل، وكان أن وجد "الليبي المسلم" أهدافه التي سوف يدخل عن طريقها إلى الجنّة. كانت هناك ثلاثة أسر صديقة تبتهج مع بعض بيوم مشمس في حدائق فوربري في منطقة ريدنج في إحدى ضواحي لندن. كان من بين ضحاياه جيمس فيرلونج، رئيس قسم التاريخ والحكومة والسياسة في مدرسة هولت الثانوية، وكذلك الدكتور ديفيد ووليس، وهو رئيس قسم البحث العلمي، وكان ثالث الضحايا هو السيّد جو ريتشي بينيت وهو أمريكي مقيم في ريدنج، وهو خبير إقتصادي. كان هناك أيضاً 5 من الجرحى الذين ضربهم خيري سعد الله بالسكّين حينما كان هارباً وحاولوا المسك به قبل أن تتمكّن الشرطة من القبض عليه وتحويله إلى القضاء.
الملفت للإنتباه أن خيري سعد الله أثناء التحقيق معه قال للمحققين بأنّه كان مسحوراً، وبأنّه إنّما فعل كل ذلك بفعل "السحر"، وبأن من قتلهم كانوا هم "السحرة" Sorcerers !!. قال أيضاً في سياق التحقيق القضائي معه بأنّه لم يكن نادماً على ما فعل، وبأنّه إنّما كان ينصر دين الله، وبأنّه سوف ينال الجنّة ويحظى بمضاجعة العذارى في جنّة الخلد... آااه، تعبت من نشر "البغدد" !!.
أنا لا تعليق لي على هذه الأخبار "المحبطة" والتي وللحسرة والألم تتم بإسمنا وتحدث بغرض حماية ديننا.... تصبحون على خير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك