أعتقد بأن ما أصاب أهلنا في لبنان هو أكبر ممّا قد نتصوّره دعكم من أن نتقبّله. العالم يعرف بأن لبنان هو نجمة العرب المضيئة، ولبنان بصدق هو الوجه المشرق لكل العرب بما يتمتّع به أهله من تحضّر وثقافة وتمدّن، وفوق كل شئ من تعايش مع التنوّع وتناغم مع الإختلاف.
الشعب اللبناني كان وحتى بدايات الثمانينات شعباً متحضّراً ومتنعّماً ومتسامحاً وسعيداً. كانت لبنان مثالاً لكل العرب في مقدار التمدّن والتحضّر واللباقة وحسن التعامل، لكن تلك الصفات الرائعة للشعب الوديع لم تعجب إخوانه العرب فحسدوه على ما يتمتّع به من بحبوحة برغم ندرة الثروات الطبيعية في هذا البلد. تمكّن الشعب اللبناني بتعدداته الثقافية والدينية، وبقدراته على التعايش رغم الإختلاف... تمكّن من البحث عن مصادر أخرى للإستثمار، وبالفعل نجح لبنان في تحقيق الكثير لأهله من خلال الإنفتاح على الغير ومن خلال كل الإبداعات الثقافية والإجتماعيّة من موسيقى وغناء وفن وطرب ومسارح وسينما، ومن خلال ذلك الإبداع الأدبي الذي تمكّن من خلاله لبنان من دخول كل المدارس والأسواق والبيوت العربيّة. كان لبنان في قلوب كل العرب، وكان لبنان هو الملهم الحقيقي لكل العرب، وكان لبنان هو مصدر الحلم بالمستقبل الواعد. ذلك ربّما هو ما دفع بالبعض من إخوان لبنان العرب لتخريب ذلك الأمن الذي كان يتنعّم به لبنان، ولإفساد ذلك التجانس الثقافي والمعرفي والديني الذي تميّز به لبنان على بقية جيرانه العرب مع بعض الإستثناء بالطبع لسوريا ومصر وتونس التي كانت وإلى حد كبير قريبة من لبنان في الكثير من الممارسات الحياتية والتجانسات الثقافيّة.
خرّب العرب لبنان من خلال تدخّلاتهم في شئون ذلك البلد الوديع فأفسدوا عليه نعيم حياته وسرعان ما حوّلوه إلى ساحة للصراع بين أبنائه وفئات شعبه المختلفة على أسس عرقيّة ودينيّة ومذهبيّة. فقد زرع العرب في لبنان كل بذور الفتنة وخلقوا بين شعبه الأعداء على أساس الدين وعلى أساس العرق وعلى أساس التنوّع الثقافي حتى تحوّل لبنان من باحة متنوّعة للثقافة إلى كانتونات متصارعة يحقد كل منها على الآخر، ويسعى كل منها للقضاء على الآخر وتدميره.
أنا في واقع الأمر لم يكن ذلك هو مقصدي من كتابة هذا الإدراج، لكنني وجدت نفسي مضطرّاً للعودة قليلاً إلى الوراء حتى ربّما يعرف البعض منّا أسباب العناء في لبناننا الحبيب. أنا كان دافعي لكتابة هذا الكلام هو قيام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة سريعة وعاجلة للبنان من أجل إشعار الشعب اللبناني بأنّه ليس وحده وبأن هناك من يحسّ بمعاناته ويسعى للتخفيف عليه. كان الرئيس الفرنسي أوّل زعيم يزور لبنان بعد التفجيرات الأخيرة، وسبق بذلك كل الحكّام العرب الذين خرجوا ببايانات تافهة للوقوف مع لبنان والتعاطف معه، لكن حكّام العرب لايستطيعون فهم إحتياجات الشعب اللبناني. إن الشعب اللبناني برغم كل قساوة العيش وخشونة الحياة لم يشحت ولم يستعطف ولم يتنازل عن كبريائه، لكنّه بكل تأكيد يقدّر ويحسّ مشاركته في أحزانه من خلال التواصل معه والإحساس - عن قرب - ولو ببعض من معاناته. ذلك هو تحديداً ما فعله الرئيس الفرنسي الذي يفهم ويقدّر القيم الإنسانية ويعرف معنى وعمق المعاناة التي يعيشها الشعب اللبناني لعقود من الزمان وليس فقط بسبب التفجيرات الأخيرة.
لماذا قام الرئيس الفرنسي من هناك بزيارة شخصية للبنان ولم يفعل ذلك إيّ من حكّام العرب بمن فيهم جيرانه الملاصقين له؟. أترككم للتفكير بشأنها والبحث في إجابات عليها.... تصبحون على خير.
الشعب اللبناني كان وحتى بدايات الثمانينات شعباً متحضّراً ومتنعّماً ومتسامحاً وسعيداً. كانت لبنان مثالاً لكل العرب في مقدار التمدّن والتحضّر واللباقة وحسن التعامل، لكن تلك الصفات الرائعة للشعب الوديع لم تعجب إخوانه العرب فحسدوه على ما يتمتّع به من بحبوحة برغم ندرة الثروات الطبيعية في هذا البلد. تمكّن الشعب اللبناني بتعدداته الثقافية والدينية، وبقدراته على التعايش رغم الإختلاف... تمكّن من البحث عن مصادر أخرى للإستثمار، وبالفعل نجح لبنان في تحقيق الكثير لأهله من خلال الإنفتاح على الغير ومن خلال كل الإبداعات الثقافية والإجتماعيّة من موسيقى وغناء وفن وطرب ومسارح وسينما، ومن خلال ذلك الإبداع الأدبي الذي تمكّن من خلاله لبنان من دخول كل المدارس والأسواق والبيوت العربيّة. كان لبنان في قلوب كل العرب، وكان لبنان هو الملهم الحقيقي لكل العرب، وكان لبنان هو مصدر الحلم بالمستقبل الواعد. ذلك ربّما هو ما دفع بالبعض من إخوان لبنان العرب لتخريب ذلك الأمن الذي كان يتنعّم به لبنان، ولإفساد ذلك التجانس الثقافي والمعرفي والديني الذي تميّز به لبنان على بقية جيرانه العرب مع بعض الإستثناء بالطبع لسوريا ومصر وتونس التي كانت وإلى حد كبير قريبة من لبنان في الكثير من الممارسات الحياتية والتجانسات الثقافيّة.
خرّب العرب لبنان من خلال تدخّلاتهم في شئون ذلك البلد الوديع فأفسدوا عليه نعيم حياته وسرعان ما حوّلوه إلى ساحة للصراع بين أبنائه وفئات شعبه المختلفة على أسس عرقيّة ودينيّة ومذهبيّة. فقد زرع العرب في لبنان كل بذور الفتنة وخلقوا بين شعبه الأعداء على أساس الدين وعلى أساس العرق وعلى أساس التنوّع الثقافي حتى تحوّل لبنان من باحة متنوّعة للثقافة إلى كانتونات متصارعة يحقد كل منها على الآخر، ويسعى كل منها للقضاء على الآخر وتدميره.
أنا في واقع الأمر لم يكن ذلك هو مقصدي من كتابة هذا الإدراج، لكنني وجدت نفسي مضطرّاً للعودة قليلاً إلى الوراء حتى ربّما يعرف البعض منّا أسباب العناء في لبناننا الحبيب. أنا كان دافعي لكتابة هذا الكلام هو قيام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة سريعة وعاجلة للبنان من أجل إشعار الشعب اللبناني بأنّه ليس وحده وبأن هناك من يحسّ بمعاناته ويسعى للتخفيف عليه. كان الرئيس الفرنسي أوّل زعيم يزور لبنان بعد التفجيرات الأخيرة، وسبق بذلك كل الحكّام العرب الذين خرجوا ببايانات تافهة للوقوف مع لبنان والتعاطف معه، لكن حكّام العرب لايستطيعون فهم إحتياجات الشعب اللبناني. إن الشعب اللبناني برغم كل قساوة العيش وخشونة الحياة لم يشحت ولم يستعطف ولم يتنازل عن كبريائه، لكنّه بكل تأكيد يقدّر ويحسّ مشاركته في أحزانه من خلال التواصل معه والإحساس - عن قرب - ولو ببعض من معاناته. ذلك هو تحديداً ما فعله الرئيس الفرنسي الذي يفهم ويقدّر القيم الإنسانية ويعرف معنى وعمق المعاناة التي يعيشها الشعب اللبناني لعقود من الزمان وليس فقط بسبب التفجيرات الأخيرة.
لماذا قام الرئيس الفرنسي من هناك بزيارة شخصية للبنان ولم يفعل ذلك إيّ من حكّام العرب بمن فيهم جيرانه الملاصقين له؟. أترككم للتفكير بشأنها والبحث في إجابات عليها.... تصبحون على خير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك