في عالمنا العربي يوجد جيشان فقط ينتميان بصدق لشعبيهما، وهما الجيش التونسي والجيش اللبناني. أمّا بقيّة الجيوش العربية فهي تتبع الحكّام ولا تنتمي للشعب في شئ. أتمنّى من كل قلبي بأن يصبح الجيش الوطني الليبي هو الجيش العربي الثالث الذي ينتمي إلى الشعب ويحمي الشعب.... وفي أحلك الظروف ينحاز للشعب.
أود في البداية أن أهنئي نفسي وكل من يعشق ليبيا ويفتخر بإنتمائه إليها بتمكّن جيشنا الوطني يوم الأمس من تحرير مدينة سرت وضواحيها من أيدي العصابات السارقة والمليشيات المارقة، وأتمنّى بأن يكون ذلك النصر مفتاحاً لإنتصار قريب في مدينة مجاورة يكون أكبر منه ليدخل بعد ذلك جيشنا الوطني منتصراً إلى ميدان الشهداء في عاصمتنا الحبيبة لنخرج بعد ذلك كلّنا مرحّبين بالجيش الوطني ومعلنين بدون خوف أو تردد وقوفنا مع هذا الجيش وتأييدنا الكامل له من أجل بناء دولة عصريّة ومتمدّنة تكون مدنيّة وتصبح متحضّرة.
أود أيضاً أن أنوّه هنا إلى أنّنا في بلدنا ومنذ نهايات عام 2012 بدأنا نفقد ذلك الحب المتبادل بيننا، ونفتقر إلى ذلك الحنان الذي كنا نتميّز به على بعضنا، وأصبحنا بالفعل ننفر من بعضنا ونتفاخر على بعضنا ونتباهى بتغوّلنا على أصحابنا وأصدقائنا وأهلنا.
في بلدنا ومنذ نهايات عام 2012 تعلّمنا الكذب والسرقة والجشع والأنانيّة وحب الذات.
في بلدنا ومنذ آواخر عام 2012 بدأت آحاسيسنا في التبلّد وغرائزنا في التفرّس، وبالفعل بدأ يغيب عنّا ذلك الحب المتبادل بيننا والذي تربّينا عليه منذ أن كنّا أطفالاً صغاراً.
في بلادنا خرجت من بين أيدينا كل الصفات النبيلة وتعلّمنا مع الوقت صفات أخرى بديلة لكنّها غريبة عنّا وعن ثقافتنا، والأنكى من ذلك أنّنا إجتهدنا كثيراً لأن نجعل من كل تلك الصفات القبيحة كبدائل لنا فشرّعناها كثقافة متبادلة بيننا وحوّلناها إلى "خواص" أخذنا نتسابق حولها ونفتخر بإكتسابنا منها أو عن طريقها.
في بلادنا تعلّمنا التباهي والتفاحر بما نغتصب وبما نسرق وبما نستحوذ وبما نغنم ولو كان ذلك الإغتنام عن طريق الفدية أو الإستلاب أو الأفتكاك؛ فنتج عن ذلك أنّنا أصبحنا غلاظاً وبلطجيّة، قساة قلوب، ومتبلّدي الأحاسيس.
أود في بلد أصبح مثل بلادنا وفي أوضاع أصبحت مثل أوضاعنا، وفي ظروف قاسية أصبحنا نعيشها... أود أن أقول بأنّه في مثل هكذا أوضاع رديئة أصبحت تعكّر صفو حياتنا كشعب.. أود أن أقول لكل المتعلّمين منا والمثقفين والواعين بأن يحاولوا أن يكونوا قدوة لغيرهم في مقاومة تلك الإنحرافات ومحاربة التطرّفات بهدف توطين ثقافتنا الليبيّة الأصيلة بيننا من جديد والدفع بها لتكون هي منهجنا الذي نسير عليه وعنواننا الذي نفتخر به.
أنا شخصيّاً أرى - والحالة هذه - بأنّ القيادة العامة لجيشنا الوطني بإمكانها وبمقدرتها وبحوزتها أن تملأ الفراغ وأعني به الفراغ الأخلاقي في مجتمعنا الليبي.
على القيادة العامة لجيشنا الليبي أن تأخذ زمام المبادرة في تنبيه كل قطاعات الشعب الليبي إلى الإنحرافات الكبيرة والخطيرة في ممارساتنا اليوميّة، وأن تكون هي القدوة لنا جميعاً فتعلّمنا من خلال ممارساتها نهج العودة إلى قيم مجتمعنا الليبي التي وللأسف نسيناها أو ربّما أنسانا إيّاها الطمع والجشع وحب التملّك... والتي من بينها الحب المتبادل طبيعيّاً بيننا، التعاطف مع ضعفائنا، مؤازرة المضطهدين منّا، معاونة كل المحتاجين بيننا، مناصرة الضعفاء من أهلنا.
على قيادة جيشنا الوطني أن تكون قدوة لنا في قول الحقيقة، في زرع القيم الأخلاقية، في ترسيخ كل أواصر حب الوطن ورغبات الإستماتة في مناصرته. أيضاً على قيادة الجيش أن تعلّمنا الإخلاص للوطن، الحفاظ على مدخّرات الوطن، محاربة الفساد والوقوف بكل قوّة وبكل شجاعة في وجه الفاسدين والمرتزقة والمرتشين على حساب أمن وسلامة الوطن... على قيادة الجيش أن تكون قدوة لنا في تعزيز الإفتخار بهويّتنا الليبيّة، وصيانة حدودنا الوطنيّة.
ومن أجل أن يصبح الجيش هو قدوتنا وهو عشقنا وهو الحامي لأمننا وسلامتنا، على قيادة الجيش بأن تكون متفتّحة على الناس ، متواصلة مع الناس، ومحبّة لكل الناس في بلادنا. على قيادة الجيش أن تقترب من كل الناس، أن تكون معهم وبينهم، أن تشعرهم بالآمان في بيوتهم وفي شوارعهم. على قيادة الجيش أن تعيد الأمل لكل أولئك الذين إفتقدوه ومنذ نهايات عام 2012 وحتى يومنا هذا.
على قيادة الجيش أن تسعى لإعادة العلاقات المتينة والسلسة بين كل فئات وطوائف وإثنيات الشعب الليبي. على قيادة الجيش أن تتواصل وبكل قوّة مع مختلف تنوّعات وفيسفاء مجتمعنا الليي بما في ذلك أهلنا الأمازيغ، وإخوتنا التوارق، وأحبابنا التبو، وبقيّة الإثنيات الأخرى التي تنتمي إلى ليبيا وتفتخر بإنتمائها إلى ليبيا... حتى يشعر الجميع في بلادنا بأن الجيش الوطني هو منهم ولهم ومعهم وبينهم، ويحسّون بأن الجيش الوطني هو فعلاً حاميهم وناصرهم والمدافع عن كراماتهم والصائن لكل ممتلكاتهم. حتى يحسّ كل فرد في هذا الشعب بأن الجيش الوطني ينتمي إليه وينسجم معه وينحاز دوماً إليه في حالة أن يحاول طغاة السياسة الإستكبار عليه أو تدجينه أو فرض الهمينة السياسية عليه. على الجيش الوطني الليبي أن يقتدي بالجيش التونسي والجيش اللبناني في إنحيازه للشعب عند أحلك الظروف، بهدف الدفاع عنه والإنتصار لحقوقه بدل أن يفرض نفسه عليه كحاكم له.
على الجيش الوطني الليبي أن يبرهن لكل الشعب الليبي على أنّه بالفعل معه وناصره والمنحاز إليه مهما كانت الظروف ومهما كانت الوقائع ومهما كانت التحدّيات. على قيادة الجيش أن تقولها وبكل شجاعة بأنّها لاتسعى لحكم الشعب الليبي أو فرض أي نوع من الوصاية عليه مهما كانت المغريات ومهما كانت الدوافع ومهما كانت المبرّرات. لابد وأن يثق الشعب الليبي في قيادة جيشه، ولكي يثق الشعب في قيادة جيشه على تلك القيادة أن تتنازل عن حلم التسلّط مهما كانت المبررات. الجيش في أي بلد ديموقراطي وعصري ومتمدّن لا يمكن له بأن يطمح في الوصول إلى السلطة، وعلى قيادة الجيش أن تكون مع الشعب وفي جانب الشعب ... ودوماً هي المدافع عن الشعب. ليلتكم سعيدة.
أود في البداية أن أهنئي نفسي وكل من يعشق ليبيا ويفتخر بإنتمائه إليها بتمكّن جيشنا الوطني يوم الأمس من تحرير مدينة سرت وضواحيها من أيدي العصابات السارقة والمليشيات المارقة، وأتمنّى بأن يكون ذلك النصر مفتاحاً لإنتصار قريب في مدينة مجاورة يكون أكبر منه ليدخل بعد ذلك جيشنا الوطني منتصراً إلى ميدان الشهداء في عاصمتنا الحبيبة لنخرج بعد ذلك كلّنا مرحّبين بالجيش الوطني ومعلنين بدون خوف أو تردد وقوفنا مع هذا الجيش وتأييدنا الكامل له من أجل بناء دولة عصريّة ومتمدّنة تكون مدنيّة وتصبح متحضّرة.
أود أيضاً أن أنوّه هنا إلى أنّنا في بلدنا ومنذ نهايات عام 2012 بدأنا نفقد ذلك الحب المتبادل بيننا، ونفتقر إلى ذلك الحنان الذي كنا نتميّز به على بعضنا، وأصبحنا بالفعل ننفر من بعضنا ونتفاخر على بعضنا ونتباهى بتغوّلنا على أصحابنا وأصدقائنا وأهلنا.
في بلدنا ومنذ نهايات عام 2012 تعلّمنا الكذب والسرقة والجشع والأنانيّة وحب الذات.
في بلدنا ومنذ آواخر عام 2012 بدأت آحاسيسنا في التبلّد وغرائزنا في التفرّس، وبالفعل بدأ يغيب عنّا ذلك الحب المتبادل بيننا والذي تربّينا عليه منذ أن كنّا أطفالاً صغاراً.
في بلادنا خرجت من بين أيدينا كل الصفات النبيلة وتعلّمنا مع الوقت صفات أخرى بديلة لكنّها غريبة عنّا وعن ثقافتنا، والأنكى من ذلك أنّنا إجتهدنا كثيراً لأن نجعل من كل تلك الصفات القبيحة كبدائل لنا فشرّعناها كثقافة متبادلة بيننا وحوّلناها إلى "خواص" أخذنا نتسابق حولها ونفتخر بإكتسابنا منها أو عن طريقها.
في بلادنا تعلّمنا التباهي والتفاحر بما نغتصب وبما نسرق وبما نستحوذ وبما نغنم ولو كان ذلك الإغتنام عن طريق الفدية أو الإستلاب أو الأفتكاك؛ فنتج عن ذلك أنّنا أصبحنا غلاظاً وبلطجيّة، قساة قلوب، ومتبلّدي الأحاسيس.
أود في بلد أصبح مثل بلادنا وفي أوضاع أصبحت مثل أوضاعنا، وفي ظروف قاسية أصبحنا نعيشها... أود أن أقول بأنّه في مثل هكذا أوضاع رديئة أصبحت تعكّر صفو حياتنا كشعب.. أود أن أقول لكل المتعلّمين منا والمثقفين والواعين بأن يحاولوا أن يكونوا قدوة لغيرهم في مقاومة تلك الإنحرافات ومحاربة التطرّفات بهدف توطين ثقافتنا الليبيّة الأصيلة بيننا من جديد والدفع بها لتكون هي منهجنا الذي نسير عليه وعنواننا الذي نفتخر به.
أنا شخصيّاً أرى - والحالة هذه - بأنّ القيادة العامة لجيشنا الوطني بإمكانها وبمقدرتها وبحوزتها أن تملأ الفراغ وأعني به الفراغ الأخلاقي في مجتمعنا الليبي.
على القيادة العامة لجيشنا الليبي أن تأخذ زمام المبادرة في تنبيه كل قطاعات الشعب الليبي إلى الإنحرافات الكبيرة والخطيرة في ممارساتنا اليوميّة، وأن تكون هي القدوة لنا جميعاً فتعلّمنا من خلال ممارساتها نهج العودة إلى قيم مجتمعنا الليبي التي وللأسف نسيناها أو ربّما أنسانا إيّاها الطمع والجشع وحب التملّك... والتي من بينها الحب المتبادل طبيعيّاً بيننا، التعاطف مع ضعفائنا، مؤازرة المضطهدين منّا، معاونة كل المحتاجين بيننا، مناصرة الضعفاء من أهلنا.
على قيادة جيشنا الوطني أن تكون قدوة لنا في قول الحقيقة، في زرع القيم الأخلاقية، في ترسيخ كل أواصر حب الوطن ورغبات الإستماتة في مناصرته. أيضاً على قيادة الجيش أن تعلّمنا الإخلاص للوطن، الحفاظ على مدخّرات الوطن، محاربة الفساد والوقوف بكل قوّة وبكل شجاعة في وجه الفاسدين والمرتزقة والمرتشين على حساب أمن وسلامة الوطن... على قيادة الجيش أن تكون قدوة لنا في تعزيز الإفتخار بهويّتنا الليبيّة، وصيانة حدودنا الوطنيّة.
ومن أجل أن يصبح الجيش هو قدوتنا وهو عشقنا وهو الحامي لأمننا وسلامتنا، على قيادة الجيش بأن تكون متفتّحة على الناس ، متواصلة مع الناس، ومحبّة لكل الناس في بلادنا. على قيادة الجيش أن تقترب من كل الناس، أن تكون معهم وبينهم، أن تشعرهم بالآمان في بيوتهم وفي شوارعهم. على قيادة الجيش أن تعيد الأمل لكل أولئك الذين إفتقدوه ومنذ نهايات عام 2012 وحتى يومنا هذا.
على قيادة الجيش أن تسعى لإعادة العلاقات المتينة والسلسة بين كل فئات وطوائف وإثنيات الشعب الليبي. على قيادة الجيش أن تتواصل وبكل قوّة مع مختلف تنوّعات وفيسفاء مجتمعنا الليي بما في ذلك أهلنا الأمازيغ، وإخوتنا التوارق، وأحبابنا التبو، وبقيّة الإثنيات الأخرى التي تنتمي إلى ليبيا وتفتخر بإنتمائها إلى ليبيا... حتى يشعر الجميع في بلادنا بأن الجيش الوطني هو منهم ولهم ومعهم وبينهم، ويحسّون بأن الجيش الوطني هو فعلاً حاميهم وناصرهم والمدافع عن كراماتهم والصائن لكل ممتلكاتهم. حتى يحسّ كل فرد في هذا الشعب بأن الجيش الوطني ينتمي إليه وينسجم معه وينحاز دوماً إليه في حالة أن يحاول طغاة السياسة الإستكبار عليه أو تدجينه أو فرض الهمينة السياسية عليه. على الجيش الوطني الليبي أن يقتدي بالجيش التونسي والجيش اللبناني في إنحيازه للشعب عند أحلك الظروف، بهدف الدفاع عنه والإنتصار لحقوقه بدل أن يفرض نفسه عليه كحاكم له.
على الجيش الوطني الليبي أن يبرهن لكل الشعب الليبي على أنّه بالفعل معه وناصره والمنحاز إليه مهما كانت الظروف ومهما كانت الوقائع ومهما كانت التحدّيات. على قيادة الجيش أن تقولها وبكل شجاعة بأنّها لاتسعى لحكم الشعب الليبي أو فرض أي نوع من الوصاية عليه مهما كانت المغريات ومهما كانت الدوافع ومهما كانت المبرّرات. لابد وأن يثق الشعب الليبي في قيادة جيشه، ولكي يثق الشعب في قيادة جيشه على تلك القيادة أن تتنازل عن حلم التسلّط مهما كانت المبررات. الجيش في أي بلد ديموقراطي وعصري ومتمدّن لا يمكن له بأن يطمح في الوصول إلى السلطة، وعلى قيادة الجيش أن تكون مع الشعب وفي جانب الشعب ... ودوماً هي المدافع عن الشعب. ليلتكم سعيدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك