حريّة الإنسان تعتبر شيئاً غالياً وثميناً لا يمكن تعويضه. حرية الإنسان تعتبر حقّاً لا يجوز للغير إستلابه مهما كانت المبرّرات ومهما كانت الحسابات ومهما كانت التعويضات. حرّيتك هي ملكك، ومن حقك الدفاع عنها بما إمتلكت من وسائل.
نحن أمّة لا نتعلّم ولا نرى حولنا، بل إنّنا وللأسف نعيش في عالم إفتراضي نصنعه من خيالاتنا وسوف نبقى هكذا إلى أن تنتهي هذه الدنيا وننتقل إلى العالم الآخر.
قرأت بالأمس قائمة لأفضل عشرة مستشفيات في العالم وكان مستشفى في "إسرائيل" من بينها. قرأت منذ أيّام عن أفضل شركات صناعة الأدوية في العالم فوجدت تيفا "الإسرائيليّة" من بينها، والأمثلة في نفس السياق لا تنتهي.
هنا تركت أمّة الإسلام تعيش في أوهامها وتركت أمّة العرب في حالها وعدت إلى ليبيا علّني أجد ما يشد من أزري أو يرفع من مدى الثقة في داخلي، فإذا بي أصاب بصدمة أخرى. من فرحنا به ليحررنا من سطوة الطغاة الجدد إكتشفنا أنّه هو بدوره بدأ يصنع مجد الطغاة لنفسه. المشير خليفة حفتر الذي كان بالنسبة لي بطلاً محرّراً وإنساناً وطنياً تحوّل في لحظة من الزمن إلى طاغية لا يختلف إطلاقاً عمّن سبقوه بسبب أنّه أراد أن يستغل مساعيه لتحريرنا إلى مساع أخرى تهدف إلى إستعبادنا وفرض نفسه وأسرته علينا.
لا... يا سيادة المشير، وألف لا. تموت الحرّة ولا تأكل بأثدائها. ما قيمة التحرّر من أيّ طغيان إن كان من بعده الوطن والمواطن يهانان؟.
نحن تحرّرنا من طغيان معمّر القذافي وفرض أولاده علينا بالقوّة والجبروت، ورضينا بما حققناه برغم أن ما حققناه كان صدمة لنا. رضينا بما أصابنا بعد أن تحررنا من الطاغية على أمل أنّنا قد نخرج من كبواتنا وننظر من بعدها أمامنا. كان الحلم يراودنا في كل مرّة ننظر فيها حولنا فنرى كبواتنا، وكان كل منّا يقول في داخله "إنّها كبوة وسوف تزول". بقينا على الأمل إلى أن إكتشفنا بأننا كنّا في هذه المرة واهمين أيضاً.... لقد كنّا وللأسف واهمين.
لقد أصبت بخيبة أمل لا مثيل لها وبدأت بصدق أفقد ثقتي في كل شئ في ليبيا بعد أن شاهدت بأم عينيّ وعلى مرور السنتين الماضيتين الكثير من القبائل في المناطق الشرقيّة وبعض منها في المناطق الغربيّة وهي تخرج في مسيرات نفاق لتعلن فيها الولاء للمشير وتطالبه بأن يقود البلاد... يحكمها. ذكّرتني تلك المسيرات المنافقة والمداهنة بمثيلاتها أيّام الطاغية القذّافي ومثيلاتها أيّام إدريس السنوسي ومثيلاتها أيّام بالبو وفي فترة حكم بالبو لم أنس تلك المشاهد المبتهجة والرقصة من شرق البلاد إلى غربها إحتفاء بقدوم موسيليني، وتذكّرت أيضاً مداهنة قبائلنا للسلاطين الأتراك وربما من قبلهم لفرسان القدّيس يوحّنا ومن قبلهم للأسبان ومن قبلهم ربّما لكل من جاء ليستعمر ليبيا ويفرض الوصاية على أهلها. لقد أيقنت الآن بأنّنا قوم تبّع وبأننا مع كل من خرج ليحكمنا ولا نهتم بمن وكيف ولماذا وإلى متى. المهم أنّنا نحن دائماً مع الغالب، وأنّنا مستعدون للتنازل عن كل شئ بما فيه شرفنا وكرامتنا لمن يطلبها بشرط - وفقط - أن يرضى عنّا.
هنا تركت أمّة الإسلام تعيش في أوهامها وتركت أمّة العرب في حالها وعدت إلى ليبيا علّني أجد ما يشد من أزري أو يرفع من مدى الثقة في داخلي، فإذا بي أصاب بصدمة أخرى. من فرحنا به ليحررنا من سطوة الطغاة الجدد إكتشفنا أنّه هو بدوره بدأ يصنع مجد الطغاة لنفسه. المشير خليفة حفتر الذي كان بالنسبة لي بطلاً محرّراً وإنساناً وطنياً تحوّل في لحظة من الزمن إلى طاغية لا يختلف إطلاقاً عمّن سبقوه بسبب أنّه أراد أن يستغل مساعيه لتحريرنا إلى مساع أخرى تهدف إلى إستعبادنا وفرض نفسه وأسرته علينا.
لا... يا سيادة المشير، وألف لا. تموت الحرّة ولا تأكل بأثدائها. ما قيمة التحرّر من أيّ طغيان إن كان من بعده الوطن والمواطن يهانان؟.
نحن تحرّرنا من طغيان معمّر القذافي وفرض أولاده علينا بالقوّة والجبروت، ورضينا بما حققناه برغم أن ما حققناه كان صدمة لنا. رضينا بما أصابنا بعد أن تحررنا من الطاغية على أمل أنّنا قد نخرج من كبواتنا وننظر من بعدها أمامنا. كان الحلم يراودنا في كل مرّة ننظر فيها حولنا فنرى كبواتنا، وكان كل منّا يقول في داخله "إنّها كبوة وسوف تزول". بقينا على الأمل إلى أن إكتشفنا بأننا كنّا في هذه المرة واهمين أيضاً.... لقد كنّا وللأسف واهمين.
لقد أصبت بخيبة أمل لا مثيل لها وبدأت بصدق أفقد ثقتي في كل شئ في ليبيا بعد أن شاهدت بأم عينيّ وعلى مرور السنتين الماضيتين الكثير من القبائل في المناطق الشرقيّة وبعض منها في المناطق الغربيّة وهي تخرج في مسيرات نفاق لتعلن فيها الولاء للمشير وتطالبه بأن يقود البلاد... يحكمها. ذكّرتني تلك المسيرات المنافقة والمداهنة بمثيلاتها أيّام الطاغية القذّافي ومثيلاتها أيّام إدريس السنوسي ومثيلاتها أيّام بالبو وفي فترة حكم بالبو لم أنس تلك المشاهد المبتهجة والرقصة من شرق البلاد إلى غربها إحتفاء بقدوم موسيليني، وتذكّرت أيضاً مداهنة قبائلنا للسلاطين الأتراك وربما من قبلهم لفرسان القدّيس يوحّنا ومن قبلهم للأسبان ومن قبلهم ربّما لكل من جاء ليستعمر ليبيا ويفرض الوصاية على أهلها. لقد أيقنت الآن بأنّنا قوم تبّع وبأننا مع كل من خرج ليحكمنا ولا نهتم بمن وكيف ولماذا وإلى متى. المهم أنّنا نحن دائماً مع الغالب، وأنّنا مستعدون للتنازل عن كل شئ بما فيه شرفنا وكرامتنا لمن يطلبها بشرط - وفقط - أن يرضى عنّا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك