الإعتراف بوجود الخطأ هو الخطوة الأولى نحو تغييره، ومن يعترف بخطأه سوف يجد الشجاعة ويمتلك القدرة على إصلاحه ومن ثمّ رسم معالم جديدة للغد تكون معاول تنفيذها بأيدي وقدرات من يعترف بأخطائه ويؤمن بوجوب إصلاحها.
(الحلقة الأولى)
كلّما تمعّن أحدنا في واقع العرب والمسلمين اليوم كلّما رأى وبكل جلاء بأنّنا نعيش الآن في أسوأ مراحل حياتنا منذ أن جاءنا النبي محمّد عليه السلام برسالة الإسلام. نعم ونعم ونعم.... نحن نشهد الآن افول نجمنا ونرى ونلمس ونعايش واقعنا المرّ والمخزي والمتردّي. نحن نعيش أرذل أيّامنا وعلينا التيقّن من ذلك من خلال مواجهة الواقع بكل شجاعة ومن خلال مفهوم أن من يعترف بأخطائه هو فقط من يقدر على إصلاحها ثم تجاوزها.
السؤال الذي يطرح نفسه بعد الإعتراف بوجود المشكلة هو: لماذا نحن المسلمون متخلّفون؟. هل هو الدين من أخّرنا أم أنّه فهمنا وتفسيرنا وتعايشنا مع هذا الدين هو ما أدّى إلى نكوصنا على أعقابنا؟.
السؤال الذي يطرح نفسه بعد الإعتراف بوجود المشكلة هو: لماذا نحن المسلمون متخلّفون؟. هل هو الدين من أخّرنا أم أنّه فهمنا وتفسيرنا وتعايشنا مع هذا الدين هو ما أدّى إلى نكوصنا على أعقابنا؟.
السؤال: هل نحن أم ديننا هو ما سبّب تخلّفنا هو سؤال عقلاني وواقعي.. وهو سؤال علينا التعامل معه بكل شجاعة وبكل واقعيّة... وبكل جدّية.
الإجابة الجاهزة ستكون بلا محالة: إطلاقاً ليس هو ديننا من كان سبباً في تخلّفنا، وأنا أشاطر نفس هذه الإجابة. إذاً... نحن هم سبب تخلّفنا من خلال فهمنا وتفسيراتنا لهذا الدين. تلك هي الحقيقة التي يتوجّب علينا القبول بها ومواجهتها بهدف التعامل معها.
علينا أن نعي ونعرف ونتيقّن بأنّنا متخلّفين، وعلينا أن نرفض وبكل قوّة هذا الواقع المتخلّف الذي نعيش فيه.
من هنا - إن نحن أتفقنا - أرى الآن بأنّ الطريق أمامي أصبحت مفتوحة، وعليّ السير عبر تشعّباتها والمضي فيها إلى النهاية. إن أنا عرفت كيف أعبر بكل سلام وآمان فقد أعثر في نهاية المسير على خارطة طريق قد تكون هي المنفذ الآمن والمنقذ الموثوق فيه والذي به قد نعبر الصعاب مجتمعين بعد أن نعيد رسم معالم الرحلة القادمة والتي بكل تأكيد ستكون وجهتها ومؤدّاها ولوج عالم الغد من خلال العبور من عالم اليوم وليس من خلال معطيات أو معالم الماضي.
الإجابة الجاهزة ستكون بلا محالة: إطلاقاً ليس هو ديننا من كان سبباً في تخلّفنا، وأنا أشاطر نفس هذه الإجابة. إذاً... نحن هم سبب تخلّفنا من خلال فهمنا وتفسيراتنا لهذا الدين. تلك هي الحقيقة التي يتوجّب علينا القبول بها ومواجهتها بهدف التعامل معها.
علينا أن نعي ونعرف ونتيقّن بأنّنا متخلّفين، وعلينا أن نرفض وبكل قوّة هذا الواقع المتخلّف الذي نعيش فيه.
من هنا - إن نحن أتفقنا - أرى الآن بأنّ الطريق أمامي أصبحت مفتوحة، وعليّ السير عبر تشعّباتها والمضي فيها إلى النهاية. إن أنا عرفت كيف أعبر بكل سلام وآمان فقد أعثر في نهاية المسير على خارطة طريق قد تكون هي المنفذ الآمن والمنقذ الموثوق فيه والذي به قد نعبر الصعاب مجتمعين بعد أن نعيد رسم معالم الرحلة القادمة والتي بكل تأكيد ستكون وجهتها ومؤدّاها ولوج عالم الغد من خلال العبور من عالم اليوم وليس من خلال معطيات أو معالم الماضي.
هذا الموضوع برغم أهميته القصوى إلّا أنّه ليس طريقاً ميسّراً ولا هو معبراً آمناً، وهو بكل تأكيد يحتاج إلى بذل الكثير والكثير من المجهودات، كما أنّه يحتاج إلى الصبر والشجاعة والنظرة المتفحّصة الثاقبة والعقليات المتفتّحة والخيالات المفتوحة. نحن في أمسّ الحاجة لأن نثور على واقعنا لأنّه بالفعل أًصبح واقعاً مؤلماً، ولكن علينا جميعاً المساهمة في رسم معالم الطريق من خلال معطيات ومنجزات هذا الزمان مع التسلّح بالعقلانية والواقعيّة والإخلاص والصدق.... ووضوح الرؤية بعيداً عن العواطف وبعيداً عن أحلام الخيال.
إن كنتم معي في هذا المنحى، وإن كنتم معي في هذا العزم، وإن كنتم معي في هذه المخاطرة فلنبدأ رحلة العبور مع بعض.. ولنبدأ معاً في رفع الغطاء عن المسكوت عنه وهذا بكل تأكيد يحتاج إلى شجاعة كبيرة وبعد نظر عميق، كما أنّه يحتاج إلى علم وإطّلاع وتفكير وتمعّن وتدبّر... ويحتاج بكل تأكيد إلى تعاون وتظافر الجهود من قبل كل من يحمل في عقله قدرات ومن يحمل في كيانه إرادة.
الإعداد لمسيرة الغد لسبر أغوار المستقبل بهدف الوصول إلى شواطئ الآمان...
الإعداد لمسيرة الغد لسبر أغوار المستقبل بهدف الوصول إلى شواطئ الآمان...
أودّ في البدء أن أقول وأؤكّد بأنّ الدين ليس سبب لتأخّر أي شعب في العالم. فالمعاول لا تبني ولا تهدّم، وإنّما الآيادي التي تمسكها هي من يستخدمها للبناء أو التخريب. لقد أنزل الله للعرب دينهم بلغتهم حتى يفهموه ولايغالوا في فهمه بسبب أية حواجز لغويّة. الدين أنزل بلغتنا فعلينا جميعاً أن نبحث فيه ونعمل على فهمه وأن لا نترك ذلك لشيوخ الدين كي يفسّروه لنا حسب فهمهم وربّما أيضاً حسب رغباتهم. نحن من أفسد الدين، ونحن من أستخدم الدين كمعول للهدم والتدمير والقضاء على ما بناه من سبقونا حتى أنّنا اليوم على عكس شعوب العالم... هم يبنون ويتقدّموا إلى الأمام، ونحن ندمّر كل ما وقعت عليه أيدينا وبأيدينا من وحي أفكارنا حتى وصلنا إلى هذا الوضع البائس الذي نحن عليه الآن. لقد حان لنا الوقت لأن نتوقّف ونفكّر ونتدبّر وأن نواجه أنفسنا بالحقيقة التي يجب بألّا نزاغ عنها: نحن من أفسد الدين وليس الدين هو من أفسدنا.
تفسير شيوخ الدين للكتاب المقدّس(توراة، إنجيل، أو قرآن) هو مجرّد فلسفات وإجتهادات فرديّة ولكن بكل يقين لا يعرف أي من شيوخ الدين المقصود ولا التفسير الحقيقي لكلام الله، وإنّما هم يفتون بما يعلمون هم فقط. عيبهم (كل رجال الدين) أنّهم يظنّون بأن ما يفتون به هو "الصحيح" وغيره باطل. كما أنّهم يظنّون بأنّهم هم.. وهم فقط من يعرف ويقدر على الإفتاء. إختلاف الشيوخ في التفسير، وإختلاف رجال الدين في الفتاوي، والإختلافات الكبيرة في المذاهب التي كانت 26 مذهباً تم تقليصها إلى أربعة(حنفي، حنبلي، مالكي، وشافعي)، ثمّ أخيراً أضيف إليها مذهباً خامساً هو "المذهب الوهابي" ومن بعدها مذهباً سادساً هو "المذهب الجعفري"، وهناك مذاهب أخرى لم تجد الكثير من الأتباع مثل المذهب الأحمدي، والمذهب الحسيني، والمذهب الأباضي، وغيرها من مبتدعات شيوخ الدين. كان القصد من تقليص المذاهب إلى أربعة في بدايات الإسلام هو بسبب كثرة الإختلافات، وكان المرتجى حينها هو بكل تأكيد إبعاد الفتن بين المسلمين بسبب إجتهادات شيوخ الدين؛ غير أنّ كل ذلك لم يمنع شيوخ الدين من التدخّل في كل شئ في حياة المسلمين ذلك لأنّهم (شيوخ الدين) يظنّون بأن فهم الدين هو حكراً عليهم وحدهم، ولا يحق لغيرهم التحدّث عن الدين بإعتباره ليس من "العلماء". من هنا يمكن الجزم بأن من أفسد الإسلام هم شيوخ الدين بفتاويهم ومذاهبهم وأنهاجهم المتناقضة أحياناً. إن شيوخ الدين هم من أوجد الإختلافات بين الناس وهم من أشعل نار الفتنة بين المسلمين بسبب تلك "الإجتهادات" أو "الإختلافات" في التفسير وفي التفكير. إنّ أوّل فتنة حدثت بين المسلمين كانت في عهد علي بن أبي طالب، حينما رفض "علي" الذهاب إلى السقيفة لمبايعة أبوبكر على خلافة الرسول، وحينما تخلّف "علي" عن الحضور إلى هناك وإعتكافه في بيته بدل ذلك أوجد له من يدعمه ويقف معه ويناصره على موقفه، بل ويزيد من إصراره على عدم الإلتحاق ببقية كبار المسلمين بحجّة أنّه إبن عم الرسول وزوج إبنته فهو أحق من أبي بكر بخلافته. إنّ ذلك التشيّع لعلي هو ما أوجد ما يعرف اليوم ب"الشيعة"، ونحن نعرف بأن عليّ لم يمنع المتحزّبين والمتشيّعين له من البقاء في خلاف مع بقيّة المسلمين. لقد كان بوسع عليّ بن أبي طالب إيقاف المناصرين له عن تشيّعهم، وكان بوسعه حثّمهم - إن لم يكن أمرهم - بالعودة إلى أحضان المسلمين والإبتعاد عن التفرّق. لو أن عليّاً فعل ذلك حينها لما وجد بيننا اليوم شيعة ولما إبتدعنا نحن بعد ذلك ما يعرف ب"السنّة" ولكنّا بقينا كمسلمين بدون شيع ولا أحزاب. تلك كانت بداية تفرق المسلمين وتلك وجدت من شيوخ الدين من يشجّع عليها ويحوّلها إلى تقليد مقدّس أضافوه إلى دين الله فأصبحنا اليوم مقتسمين بين سنّة وشيعة، وتحوّلت بأثر ذلك "السنّة" إلى معتقد لا يجوز إسلامك بدونه.
الحلقة القادمة.... محاربة رجال الدين للعلماء والمبدعين.
الحلقة القادمة.... محاربة رجال الدين للعلماء والمبدعين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك