هناك من يريد أن يفرض أرائه وأفكاره على الغير، وهناك من يخضع بدون أن يناقش أو يعترض. إرادتك هي من يصنع معالم شخصيّتك، فلا تدع الغير بطوعيّتك بأن يسلب منك إرادتك.
كنت في سيّارتي هذا الصباح وحدث أنّني إستمعت إلى بعض من آغاني عبد الحليم حافظ. نقلتني تلك الآغاني الجميلة بسرعة إلى ذلك الزمان حينما كانت بلداننا تنعم بالأمن والسلام، وحينما كانت لنا مكانة بين شعوب العالم، وحينما كان غيرنا يحترمنا ليس لجنسنا وليس لعرقنا وليس محبّة فينا؛ وإنّما كان غيرنا يحترمنا لأنّنا كنّا نحترم أنفسنا، وكانت لنا إرادة للدفاع عن كرامتنا إن حاول غيرنا المساس بها.
مرّت بي الذاكرة إلى بدايات السبعينات وآواخر الستينات حيث بصدق شهدت بلداننا العربيّة حينها عصرها الذهبي، وكان الإنسان العربي بالفعل ينعم بكل ما تحقق منذ الإستقلال وحتى ذاك الآوان. كانت لدينا حريّة الإبداع، وكانت لدينا حرّية الإختيار ولو على قدر ثقافتنا حينها، وكانت كل الأفق أمامنا مفتوحة في كل مجالات الحياة. كانت الحياة ملوّنة بالنسبة لنا، وكان لكل منّا أن يختار ما يناسبة من مظهر ولباس وإستمتاع بمباهج الحياة بدون تضييق وبدون تدخّل وبدون إجبار. لم يكن رجال الدين يتدخّلون في حياتنا وقتها، ولم تكن هناك في ليبيانا طوائف ولا جماعات دينيّة متشدّدة. لم تكن اللحي مفروضة علينا بإعتبارها "سنّة مؤكّدة"، ولم يكن الحجاب من فرائض الإسلام، ولم يكن النقاب أو الجلابيب السوداء مقبولة في بلادنا لأنّها لم تكن من ثقافة بلادنا ولم تكن من فرائض الإسلام حينها. كانت حياتنا مليئة بالمباهج والأفراح، فلم تكن أعياد الميلاد حرام في ذلك الزمان، ولم تكن الموسيقى حرام حينها، ولم يكن الفن والرسم والمسارح والسينما من المحرّمات وقتها. كانت حياتنا حلوة وجميلة ومتنوّعة، وأكثر من كل ذلك لم يكن هناك من يتدخّل في شئوننا الخاصّة.
مرّت كل تلك الذكريات الجميلة بخيالي وأن أستمع إلى بدائع عبد الحليم حافظ التي كانت بكل تأكيد تنقل لنا إبداعات من كتب كلمات الأغاني ومن نظم اللحن ومن عزف الموسيقى ومن قاد العازفين(المايسترو)... مرّت كل تلك الذكريات وأنا أرى العراق وقد تم تدميرها، وأرى سوريا وقد تم تدميرها، وأرى ليبيا وقد تم تمديرها، وأرى مصر تجاهد من أجل الإحتفاظ بما لديها، وأرى تونس الجميلة وهي تجهد نفسها من أجل العبور بدون أن تخسر ما بنت وما كسبت خلال العقود الماضية ومنذ عهد الإستقلال. كنت أيضاً أرى السودان من أمام عينيّ وقد تم تقسيمها وإستولى تجّار الدين عليها في شخص حسن البشير الذي مازال يفرض نفسه على الشعب السوداني بعد أن أعلن يوم الأمس بأنّه سوف يرشّح نفسه للمرّة ربّما العاشرة أو ما بعدها. كنت أرى الجزائر من أمام عيني وهي قد خرجت من حربها الطويلة مع فرنسا وما لبثت أن تمكّنت من بناء الدولة وأخذت في المضي قدماً حتى عاث بها تجّار الدين فساداً في التسعينات ففرضوا عليها أوضاعاً مختلفة تماماً حالت بين الناس وبين حريّتهم التي كانوا وإلى حد كبير يتنعّمون بها. مرّت أمام خيالي لبنان بجمالها وأناقتها وبالمبدعين من فنّانيها وشعرائها ومسارحها ومقاهيها ونواديها التي كانت مفتوحة للجميع وكان من حق كل فرد أن يختار ما يسعده ومع ما يتناسب مع طريقة تفكيره وإختياره لنفسه ولأفراد أسرته.
شعرت بالكثير من الحزن والغبن والتعاسة وأنا أرى فلسطين التي كنا نحلم بتحريرها فإذا بها اليوم لم تعد لنا، ولم نعد نحن نحلم بتحريرها أو حتى نفكّر بمشاركة أهلنا في فلسطين معاناتهم وإحباطاتهم بعد أن خذلهم كل إخوانهم العرب... ولا تحدثني هنا عن "إخوانهم المسلمين" فأولئك لم نكن نحسّ بوجودهم في تلك الأثناء لأنّ كل منهم كان لا يهتم بغير نفسه.
أقول وأنا بالفعل أشعر بالحزن العميق على هذا الواقع المرّ الذي وجدنا فيه أنفسنا بعد "ثورات الربيع العربي"... بل في واقع الأمر، ليس بعد ثورات الربيع العربي وإنّما منذ منتصف السبعينات حينما خرج المشعوذون من جحورهم بعد أن عرفوا بغياب ذلك الأسد الذي كان يخيفهم، وبدأوا يحلمون من حينها بحكمنا بإسم الله وبإسم الدين... بدأ جبابرة الدين وقساوسة العصر الحديث بالفعل يحلمون بما أسموه "الصحوة الإسلاميّة" والتي تعني بالنسبة لهم فرض غبائهم وطرق تفكيرهم علينا من فرط طغيانهم وحقد قلوبهم على غيرهم من شعوب العالم. أحسست بصدق بحسرة وندم على إستبدال ماضينا المشرق بحاضر غبي ومتخلّف ومتغطرس ومتقوقع ويحدث كل ذلك بإسم الله وبإسم الدين وبإسم الحلال والحرام. كان طغاة الحكم عندنا - بالمقارنة بهؤلاء الجبابرة الأغبياء - رحماء بنا وكانوا يحاولون البناء والتعمير، وبالفعل وفّقوا في تحقيق الكثير... الكثير، خاصّة في مصر والعراق وسوريا ولبنان، وكذلك في دول عربيّة فقيرة مثل اليمن والسودان وتونس والمغرب. كان طغاة الحكم عندنا يحكموننا بإسمهم ومن خلال قوانين هم أسنّوها، لكن طغاة الدين نجدهم يحكموننا اليوم بإسم الدين وبإسم الله وبإسم الحلال والحرام فلم يتركوا لنا مجالات للإختيار بإعتبار أننا إن خالفناهم فنحن نخالف آوامر الله، ومن ثمّ فنحن نحتسب عندهم من الكفّار. لم يعاملنا من كان يحكمنا في الستينات والسبعينات بذلك المنطق، وكنا نستطيع أن نختار لأنفسنا ما نريد بدون أن يتهمنا الحكّام وقتها بالكفر حتى وإن خالفناهم أو كتبنا ضدّهم. ذلك هو الفرق الكبير الذي قد لا يحسّ به شباب اليوم، فهم لم يعرفوا غير طغاة الدين الذين يكفّرونهم حتى وإن إحتفلوا بأعياد مواليدهم، ويكفّرونهم إن هم لم يتركوا لحاهم أو لفتياتنا إن هنّ لم يضعن تلك التلابيب السوداء الحزينة على أجسادهنّ. أنا أحسّ بالأسف والحسرة على شباب اليوم وعلى شابّات اليوم اللائي وجدن أنفسهن أسيرات وهم وطريقة تفكير رجال الدين الذين إستحوذوا على كل شئ في بلادنا وإمتلكوا بذلك حريّة التصرّف في يومنا وفي غدنا... وفي حرّياتنا. إنّه الزمن الغابر الذي نعيشه الآن خاصّة حينما نرى سوريا وبإسم الله عبارة عن كتل من الركام في كل مكان بعدما كانت سوريا من أروع البلاد العربيّة في كل مباهج الحياة وفي كل جمالاتها ونفائسها وأناقتها. لقد إستولى الغجر على شئوننا وتحكّموا في أمورنا وسوّدوا كل شئ في حيواتنا وسوف يدمّرون كل ما تقع عليه أعينهم بإسم الله وبإسم الإسلام وبإسم التقوى. سوف يدمّر أغبياء الدين كل شئ جميل في بلداننا، وسوف يفرضوا علينا حياة الكهوف بإسم الله وبإسم السنّة وبإسم الشريعة وبإسم الصحوة الإسلاميّة.
ذلك هو ما يفكّرون به وتلك هي عقلياتهم، فهل نرضى نحن "الشعب" بهم يحكموننا ويدمّروا كل سعيد ومبهج في حياتنا؟. فكّروا في الأمر، ورجائي... رجائي بأن لا تسمحوا لأنفسكم بأن تكونوا تابعين بلهاء لغيركم، فكل منكم يمتلك إرادة وكل منكم يستطيع أن يستخدمها وذلك بأن يقول للأغبياء "لا" ويقولها لهم وهو واثقاً من نفسه وواثقاً من قدراته. أنا فقط أريد منكم أن لا تفقدوا الأمل وأن تروا قوّتكم من خلال وقوفكم مع بعض وتعاونكم من أجل تحرير أنفسكم من فرط طغيانهم عليكم. قولوا لهم "لا" فأحلقوا لحاكم وتعطّروا وإرتدوا أجمل الملابس وأحدثها حتى تكونوا أنيقين وتكونوا عصريين وتظهروا متحضّرين. لماذا لا، فلنتحضّر ونخرج في أبهى وأجمل هندام لنا ولنقل لأجلاف التخلّف أبعدوا عنّا فأنتم مقرفون... أنتم متعفّنون، وأنتم رائحة أباطكم كريهة، ورائحة أفواهكم كريهة لأنّكم لا تستعملون المعاجين ولا تعرفوا كيف تستخدموا الفرشاة. لماذا لا نقف نحن في وجوههم، ونشعرهم أمام العلن بغابائهم وضيق أفق تفكيرهم؟. أنا والله أستغرب أن يخرج علينا أستاذ جامعي بملابس مقرفة وبشعر غير مهذّب وبلحية مثل لحية التيس. أنا أستغرب حينما أرى طبيب مهني برتبة أستاذ إستشاري وهو يترك شعر وجهه بدون توظيب ولا تحفيف ولا تهذيب ويقول لي بأنّها "سنّة الرسول".... سنّة من؟. أعدها على مسامعي !!. إنّها سنّة اليهود يا من لا تفكّروا ولا تستشيروا عقولكم قبل أن تنقلوا الخبر. إنّها سنّة قريش، وسنة القساوسة من المسحيين والأحبار من اليهود، وسنّة الفرس، وسنّة الهندوس، وسنّة الشيوعيّون، وسنّة تيودور هرتزل، وسنّة كارل ماركس وسنّة سيموند فرويد وسنّة تشارلز داروين وسنّة جنكيز خان وسنّة كل من هب ودب. ترك شعر اللحية لا علاقة له إطلاقاً بالسنّة ولا يمكن إعتباره من شعائر الدين، بل إنّه لمن يتبجّح بمخالفة اليهود هو في واقع الأمر محاكاة لهم وإتباعاً لسنّتهم.
كنت في سيّارتي هذا الصباح وحدث أنّني إستمعت إلى بعض من آغاني عبد الحليم حافظ. نقلتني تلك الآغاني الجميلة بسرعة إلى ذلك الزمان حينما كانت بلداننا تنعم بالأمن والسلام، وحينما كانت لنا مكانة بين شعوب العالم، وحينما كان غيرنا يحترمنا ليس لجنسنا وليس لعرقنا وليس محبّة فينا؛ وإنّما كان غيرنا يحترمنا لأنّنا كنّا نحترم أنفسنا، وكانت لنا إرادة للدفاع عن كرامتنا إن حاول غيرنا المساس بها.
مرّت بي الذاكرة إلى بدايات السبعينات وآواخر الستينات حيث بصدق شهدت بلداننا العربيّة حينها عصرها الذهبي، وكان الإنسان العربي بالفعل ينعم بكل ما تحقق منذ الإستقلال وحتى ذاك الآوان. كانت لدينا حريّة الإبداع، وكانت لدينا حرّية الإختيار ولو على قدر ثقافتنا حينها، وكانت كل الأفق أمامنا مفتوحة في كل مجالات الحياة. كانت الحياة ملوّنة بالنسبة لنا، وكان لكل منّا أن يختار ما يناسبة من مظهر ولباس وإستمتاع بمباهج الحياة بدون تضييق وبدون تدخّل وبدون إجبار. لم يكن رجال الدين يتدخّلون في حياتنا وقتها، ولم تكن هناك في ليبيانا طوائف ولا جماعات دينيّة متشدّدة. لم تكن اللحي مفروضة علينا بإعتبارها "سنّة مؤكّدة"، ولم يكن الحجاب من فرائض الإسلام، ولم يكن النقاب أو الجلابيب السوداء مقبولة في بلادنا لأنّها لم تكن من ثقافة بلادنا ولم تكن من فرائض الإسلام حينها. كانت حياتنا مليئة بالمباهج والأفراح، فلم تكن أعياد الميلاد حرام في ذلك الزمان، ولم تكن الموسيقى حرام حينها، ولم يكن الفن والرسم والمسارح والسينما من المحرّمات وقتها. كانت حياتنا حلوة وجميلة ومتنوّعة، وأكثر من كل ذلك لم يكن هناك من يتدخّل في شئوننا الخاصّة.
مرّت كل تلك الذكريات الجميلة بخيالي وأن أستمع إلى بدائع عبد الحليم حافظ التي كانت بكل تأكيد تنقل لنا إبداعات من كتب كلمات الأغاني ومن نظم اللحن ومن عزف الموسيقى ومن قاد العازفين(المايسترو)... مرّت كل تلك الذكريات وأنا أرى العراق وقد تم تدميرها، وأرى سوريا وقد تم تدميرها، وأرى ليبيا وقد تم تمديرها، وأرى مصر تجاهد من أجل الإحتفاظ بما لديها، وأرى تونس الجميلة وهي تجهد نفسها من أجل العبور بدون أن تخسر ما بنت وما كسبت خلال العقود الماضية ومنذ عهد الإستقلال. كنت أيضاً أرى السودان من أمام عينيّ وقد تم تقسيمها وإستولى تجّار الدين عليها في شخص حسن البشير الذي مازال يفرض نفسه على الشعب السوداني بعد أن أعلن يوم الأمس بأنّه سوف يرشّح نفسه للمرّة ربّما العاشرة أو ما بعدها. كنت أرى الجزائر من أمام عيني وهي قد خرجت من حربها الطويلة مع فرنسا وما لبثت أن تمكّنت من بناء الدولة وأخذت في المضي قدماً حتى عاث بها تجّار الدين فساداً في التسعينات ففرضوا عليها أوضاعاً مختلفة تماماً حالت بين الناس وبين حريّتهم التي كانوا وإلى حد كبير يتنعّمون بها. مرّت أمام خيالي لبنان بجمالها وأناقتها وبالمبدعين من فنّانيها وشعرائها ومسارحها ومقاهيها ونواديها التي كانت مفتوحة للجميع وكان من حق كل فرد أن يختار ما يسعده ومع ما يتناسب مع طريقة تفكيره وإختياره لنفسه ولأفراد أسرته.
شعرت بالكثير من الحزن والغبن والتعاسة وأنا أرى فلسطين التي كنا نحلم بتحريرها فإذا بها اليوم لم تعد لنا، ولم نعد نحن نحلم بتحريرها أو حتى نفكّر بمشاركة أهلنا في فلسطين معاناتهم وإحباطاتهم بعد أن خذلهم كل إخوانهم العرب... ولا تحدثني هنا عن "إخوانهم المسلمين" فأولئك لم نكن نحسّ بوجودهم في تلك الأثناء لأنّ كل منهم كان لا يهتم بغير نفسه.
أقول وأنا بالفعل أشعر بالحزن العميق على هذا الواقع المرّ الذي وجدنا فيه أنفسنا بعد "ثورات الربيع العربي"... بل في واقع الأمر، ليس بعد ثورات الربيع العربي وإنّما منذ منتصف السبعينات حينما خرج المشعوذون من جحورهم بعد أن عرفوا بغياب ذلك الأسد الذي كان يخيفهم، وبدأوا يحلمون من حينها بحكمنا بإسم الله وبإسم الدين... بدأ جبابرة الدين وقساوسة العصر الحديث بالفعل يحلمون بما أسموه "الصحوة الإسلاميّة" والتي تعني بالنسبة لهم فرض غبائهم وطرق تفكيرهم علينا من فرط طغيانهم وحقد قلوبهم على غيرهم من شعوب العالم. أحسست بصدق بحسرة وندم على إستبدال ماضينا المشرق بحاضر غبي ومتخلّف ومتغطرس ومتقوقع ويحدث كل ذلك بإسم الله وبإسم الدين وبإسم الحلال والحرام. كان طغاة الحكم عندنا - بالمقارنة بهؤلاء الجبابرة الأغبياء - رحماء بنا وكانوا يحاولون البناء والتعمير، وبالفعل وفّقوا في تحقيق الكثير... الكثير، خاصّة في مصر والعراق وسوريا ولبنان، وكذلك في دول عربيّة فقيرة مثل اليمن والسودان وتونس والمغرب. كان طغاة الحكم عندنا يحكموننا بإسمهم ومن خلال قوانين هم أسنّوها، لكن طغاة الدين نجدهم يحكموننا اليوم بإسم الدين وبإسم الله وبإسم الحلال والحرام فلم يتركوا لنا مجالات للإختيار بإعتبار أننا إن خالفناهم فنحن نخالف آوامر الله، ومن ثمّ فنحن نحتسب عندهم من الكفّار. لم يعاملنا من كان يحكمنا في الستينات والسبعينات بذلك المنطق، وكنا نستطيع أن نختار لأنفسنا ما نريد بدون أن يتهمنا الحكّام وقتها بالكفر حتى وإن خالفناهم أو كتبنا ضدّهم. ذلك هو الفرق الكبير الذي قد لا يحسّ به شباب اليوم، فهم لم يعرفوا غير طغاة الدين الذين يكفّرونهم حتى وإن إحتفلوا بأعياد مواليدهم، ويكفّرونهم إن هم لم يتركوا لحاهم أو لفتياتنا إن هنّ لم يضعن تلك التلابيب السوداء الحزينة على أجسادهنّ. أنا أحسّ بالأسف والحسرة على شباب اليوم وعلى شابّات اليوم اللائي وجدن أنفسهن أسيرات وهم وطريقة تفكير رجال الدين الذين إستحوذوا على كل شئ في بلادنا وإمتلكوا بذلك حريّة التصرّف في يومنا وفي غدنا... وفي حرّياتنا. إنّه الزمن الغابر الذي نعيشه الآن خاصّة حينما نرى سوريا وبإسم الله عبارة عن كتل من الركام في كل مكان بعدما كانت سوريا من أروع البلاد العربيّة في كل مباهج الحياة وفي كل جمالاتها ونفائسها وأناقتها. لقد إستولى الغجر على شئوننا وتحكّموا في أمورنا وسوّدوا كل شئ في حيواتنا وسوف يدمّرون كل ما تقع عليه أعينهم بإسم الله وبإسم الإسلام وبإسم التقوى. سوف يدمّر أغبياء الدين كل شئ جميل في بلداننا، وسوف يفرضوا علينا حياة الكهوف بإسم الله وبإسم السنّة وبإسم الشريعة وبإسم الصحوة الإسلاميّة.
ذلك هو ما يفكّرون به وتلك هي عقلياتهم، فهل نرضى نحن "الشعب" بهم يحكموننا ويدمّروا كل سعيد ومبهج في حياتنا؟. فكّروا في الأمر، ورجائي... رجائي بأن لا تسمحوا لأنفسكم بأن تكونوا تابعين بلهاء لغيركم، فكل منكم يمتلك إرادة وكل منكم يستطيع أن يستخدمها وذلك بأن يقول للأغبياء "لا" ويقولها لهم وهو واثقاً من نفسه وواثقاً من قدراته. أنا فقط أريد منكم أن لا تفقدوا الأمل وأن تروا قوّتكم من خلال وقوفكم مع بعض وتعاونكم من أجل تحرير أنفسكم من فرط طغيانهم عليكم. قولوا لهم "لا" فأحلقوا لحاكم وتعطّروا وإرتدوا أجمل الملابس وأحدثها حتى تكونوا أنيقين وتكونوا عصريين وتظهروا متحضّرين. لماذا لا، فلنتحضّر ونخرج في أبهى وأجمل هندام لنا ولنقل لأجلاف التخلّف أبعدوا عنّا فأنتم مقرفون... أنتم متعفّنون، وأنتم رائحة أباطكم كريهة، ورائحة أفواهكم كريهة لأنّكم لا تستعملون المعاجين ولا تعرفوا كيف تستخدموا الفرشاة. لماذا لا نقف نحن في وجوههم، ونشعرهم أمام العلن بغابائهم وضيق أفق تفكيرهم؟. أنا والله أستغرب أن يخرج علينا أستاذ جامعي بملابس مقرفة وبشعر غير مهذّب وبلحية مثل لحية التيس. أنا أستغرب حينما أرى طبيب مهني برتبة أستاذ إستشاري وهو يترك شعر وجهه بدون توظيب ولا تحفيف ولا تهذيب ويقول لي بأنّها "سنّة الرسول".... سنّة من؟. أعدها على مسامعي !!. إنّها سنّة اليهود يا من لا تفكّروا ولا تستشيروا عقولكم قبل أن تنقلوا الخبر. إنّها سنّة قريش، وسنة القساوسة من المسحيين والأحبار من اليهود، وسنّة الفرس، وسنّة الهندوس، وسنّة الشيوعيّون، وسنّة تيودور هرتزل، وسنّة كارل ماركس وسنّة سيموند فرويد وسنّة تشارلز داروين وسنّة جنكيز خان وسنّة كل من هب ودب. ترك شعر اللحية لا علاقة له إطلاقاً بالسنّة ولا يمكن إعتباره من شعائر الدين، بل إنّه لمن يتبجّح بمخالفة اليهود هو في واقع الأمر محاكاة لهم وإتباعاً لسنّتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك