في داخل كلّ منّا تتواجد الملائكة وتتواجد الشياطين، فعلينا بقدراتنا أن نغلّب الجانب الذي يريحنا ويتوافق مع طريقة تفكيرنا.
لقد خلق الله الملائكة ليطيعوه ويعملوا فقط ما يؤمرهم به، ومن ثمّ فإنّ الملائكة لا يفعلون إلّا ما به يؤمرون. من هنا نرى بأن الملائكة لا يخطئون أبداً، فآوامرهم تأتيهم من الله والله لا يخطئ.
من ناحية أخرى، نرى بأن الشياطين كانوا قد أعلنوا معصيتهم لله وعدم الإستجابة لآوامره. وبدل أن يقهرهم الله أو يجازيهم على أفعالهم، تركهم بكامل حرّيتهم وأعطاهم الآمان إلى يوم القيامة، وسمح لهم بأن يغووا عباده كما شاءوا، ووعدهم بأنّه سوف لن يتدخّل في شئونهم، وسوف لن يمنع إنساناً من الوقوع في فخاخهم. لقد أعطاهم الله الإذن بأن يفعلوا بعباده ما يقدرون عليه، لكنّه بكل تأكيد لعنهم ولعن كل من يتبع خطاهم من البشر إلى يوم الحساب. البشر قد يتوبون وقد يقبل الله توبتهم، لكن الشياطين سوف لن تتوب وسوف يعاقبهم الله على ما يفعلون يوم القيامة مثلهم في ذلك مثل بقيّة مخلوقاته من البشر.
من هنا يمكن القول بأن الملائكة منزّهون وبأن الشياطين مذنبون، وبأن البشر وسطاً بينهما. الملائكة لا تخطئ، والشياطين لا تفعل الخير، وللبشر مجالات واسعة ورحبة تمتد من عالم الشياطين وحتّى عالم الملائكة.
لا يوجد في هذه الدنيا إنساناً منزّهاً عن الخطأ، ولا يوجد بين البشر ملائكة أو شياطين. في داخل كل منّا تتواجد صفات ملائكيّة، وفي داخل كل منّا تتواجد صفات شيطانيّة وكم الخير والشر بداخل كل منّا يتناسب مع ما نملكه في داخلنا من صفات حميدة وصفات خبيثة.
من هنا يمكن القول بأن كل منّا يخطئ ويصيب، ولا يوجد إنساناً على وجه الأرض بدون حسنات أو بدون سيئات.
علينا أن نرى الغير من خلال أعمالهم وألّا نهمل إيجابيّات الناس حتى من نكرههم أو نختلف معهم. لابد من ذكر حسنات أي إنسان كما نذكر سيئاته، وأن نذكر سيئات كل إنسان كما نذكر حسناته... وعلينا بأن نكون منصفين مع غيرنا - ومع أنفسنا بالطبع - في كل آوان وفي كل زمان وفي كل ظرف ومكان. تلك هي الحياة التي صنعها الله لنا، وتلك هي حياتنا، فعلينا أن نتعامل معها كما أرادها الله وليس كما نظنّها أو نريدها نحن.
من خلال هذه المفاهيم، فإنّني أعتب كثيراً على من رأى المستشار مصطفى عبد الجليل من جانبه المظلم فقط. الرجل كانت له الكثير من الإيجابيّات كما كانت له بعض السلبيّات، وتلك هي طبيعة البشر. المستشار مصطفلى عبد الجليل هو إنسان مثلي ومثلكم يخطئ ويصيب، وعلينا أن نجتهد كي نرى إيجابيّاته بنفس القدر الذي رأينا فيه سلبيّاته.
فكلمة إنصاف في حق الرجل يجب أن تقال. لقد كان المستشار مصطفى عبد الجليل صادقاً ومخلصاً وعفيف اليد. لم يسرق فلساً ولم يستأثر بوظيفة ولم يتشبّث بسلطة. أليس ذلك لوحده يكفي لتكريم الرجل بدل تجريحه ونعته بكل الصفات الغير حميدة؟.
فلنترك الخبرة السياسية جانباً لأنّ بلادنا لا يوجد بها خبراء سياسة، وممارسة السياسة كانت ولا تزال من المحرّمات في بلادنا... فكيف بنا نفقه علماً لا يسمح لنا بممارسته؟.
علينا بأن ننتبه إلى جوانب الصدق والإخلاص وحسن النوايا في شخصيّة المستشار مصطفى عبد الجليل. إنّ أهم شئ قد نذكره من ممارساته خلال فترة تولّيه رئاسة المجلس الإنتقالي أنّه بقي نقيّ اليد وبقى مخلصاً لليبيا. فلم يستغل المستشار منصبه ولم يسع لإنتهاز تلك الظروف التي مرّت بها ليبيا من أجل الإستفادة الشخصيّة له أو لأيّ من أفراد أسرته. فيكفي بأنّه حينما إنتخب الشعب الليبي مؤسّسات حكم في الدولة الليبيّة قام المستشار مصطفى عبد الجليل بتسليم السلطة لغيره بكل مهنيّة وبكل أريحيّة.... وبكل رحابة صدر.
المستشار مصطفى عبد الجليل لم يتشبّث بالسلطة كما يفعل الآن غيره، وتلك في حد ذاتها تكفي لأن ننصفه بما يناسب مواقفه وبما يتناسب مع الدور الكبير الذي قام به في ظروف كانت بالفعل صعبة جداً وحسّاسة جدّاً.... وشبه مستحيلة.
أمّا أولئك الذين تساءلوا "لماذا تأخّر المستشار مصطفى عبد الجليل كل هذا الوقت ليفصح بما فصح به" أقول لهم: إن إختيار هذا التوقيت للتحدّث بكل صراحة كان صائباً جدّاً، وإختيار المستشار لهذه الأثناء إنّما ينم عن ذكاء وحسن تدبّر من قبل المستشار المحترم.
يا أيّها السادة والسيّدات أبناء وبنات ليبيا... ألا ترون معي بأن الإنتخابات الرئاسيّة والبرلمانيّة هي على الأبواب، وألا ترون معي بأن "الإخوان المسلمون" سوف يتبدّلون ويتلوّنون وينافقون ويتخفأون ويتزئبقون من أجل الفوز بأكبر عدد من المقاعد في هذه الإنتخابات؟. الإخوان المسلمون هم بكل صدق شر البلاء في ليبيا، وهم مع بقيّة الجماعات الإسلاميّة المتطرّفة سوف يتجاوزن الشياطين في أفعالهم من أجل السيطرة على مقاليد الحكم وكل آماكن صنع القرار في ليبيا لأنّهم ومنذ نشأتهم لا شغل لهم غير الإستيلاء على الحكم ونفث سمومهم في كل مناحي الحياة.
أنا أرى بأن المستشار مصطفى عبد الجليل كان قد إختار الوقت الأكثر من مناسب ليلقي قنبلته "السياسيّة" في حجورهم، وسوف تنفجر تلك القنابل في أصلابهم فتخصيهم ربما وإلى الأبد. تلك كانت عبقريّة من المستشار مصطفى عبد الجليل، ومن هنا فإننا نراهم هم أوّل من بكل قسوة إنتقده وغلّ عليه وقد يحاولوا الإنتقام منه بطرقهم الخاصّة.
من ناحية أخرى، نرى بأن الشياطين كانوا قد أعلنوا معصيتهم لله وعدم الإستجابة لآوامره. وبدل أن يقهرهم الله أو يجازيهم على أفعالهم، تركهم بكامل حرّيتهم وأعطاهم الآمان إلى يوم القيامة، وسمح لهم بأن يغووا عباده كما شاءوا، ووعدهم بأنّه سوف لن يتدخّل في شئونهم، وسوف لن يمنع إنساناً من الوقوع في فخاخهم. لقد أعطاهم الله الإذن بأن يفعلوا بعباده ما يقدرون عليه، لكنّه بكل تأكيد لعنهم ولعن كل من يتبع خطاهم من البشر إلى يوم الحساب. البشر قد يتوبون وقد يقبل الله توبتهم، لكن الشياطين سوف لن تتوب وسوف يعاقبهم الله على ما يفعلون يوم القيامة مثلهم في ذلك مثل بقيّة مخلوقاته من البشر.
من هنا يمكن القول بأن الملائكة منزّهون وبأن الشياطين مذنبون، وبأن البشر وسطاً بينهما. الملائكة لا تخطئ، والشياطين لا تفعل الخير، وللبشر مجالات واسعة ورحبة تمتد من عالم الشياطين وحتّى عالم الملائكة.
لا يوجد في هذه الدنيا إنساناً منزّهاً عن الخطأ، ولا يوجد بين البشر ملائكة أو شياطين. في داخل كل منّا تتواجد صفات ملائكيّة، وفي داخل كل منّا تتواجد صفات شيطانيّة وكم الخير والشر بداخل كل منّا يتناسب مع ما نملكه في داخلنا من صفات حميدة وصفات خبيثة.
من هنا يمكن القول بأن كل منّا يخطئ ويصيب، ولا يوجد إنساناً على وجه الأرض بدون حسنات أو بدون سيئات.
علينا أن نرى الغير من خلال أعمالهم وألّا نهمل إيجابيّات الناس حتى من نكرههم أو نختلف معهم. لابد من ذكر حسنات أي إنسان كما نذكر سيئاته، وأن نذكر سيئات كل إنسان كما نذكر حسناته... وعلينا بأن نكون منصفين مع غيرنا - ومع أنفسنا بالطبع - في كل آوان وفي كل زمان وفي كل ظرف ومكان. تلك هي الحياة التي صنعها الله لنا، وتلك هي حياتنا، فعلينا أن نتعامل معها كما أرادها الله وليس كما نظنّها أو نريدها نحن.
من خلال هذه المفاهيم، فإنّني أعتب كثيراً على من رأى المستشار مصطفى عبد الجليل من جانبه المظلم فقط. الرجل كانت له الكثير من الإيجابيّات كما كانت له بعض السلبيّات، وتلك هي طبيعة البشر. المستشار مصطفلى عبد الجليل هو إنسان مثلي ومثلكم يخطئ ويصيب، وعلينا أن نجتهد كي نرى إيجابيّاته بنفس القدر الذي رأينا فيه سلبيّاته.
فكلمة إنصاف في حق الرجل يجب أن تقال. لقد كان المستشار مصطفى عبد الجليل صادقاً ومخلصاً وعفيف اليد. لم يسرق فلساً ولم يستأثر بوظيفة ولم يتشبّث بسلطة. أليس ذلك لوحده يكفي لتكريم الرجل بدل تجريحه ونعته بكل الصفات الغير حميدة؟.
فلنترك الخبرة السياسية جانباً لأنّ بلادنا لا يوجد بها خبراء سياسة، وممارسة السياسة كانت ولا تزال من المحرّمات في بلادنا... فكيف بنا نفقه علماً لا يسمح لنا بممارسته؟.
علينا بأن ننتبه إلى جوانب الصدق والإخلاص وحسن النوايا في شخصيّة المستشار مصطفى عبد الجليل. إنّ أهم شئ قد نذكره من ممارساته خلال فترة تولّيه رئاسة المجلس الإنتقالي أنّه بقي نقيّ اليد وبقى مخلصاً لليبيا. فلم يستغل المستشار منصبه ولم يسع لإنتهاز تلك الظروف التي مرّت بها ليبيا من أجل الإستفادة الشخصيّة له أو لأيّ من أفراد أسرته. فيكفي بأنّه حينما إنتخب الشعب الليبي مؤسّسات حكم في الدولة الليبيّة قام المستشار مصطفى عبد الجليل بتسليم السلطة لغيره بكل مهنيّة وبكل أريحيّة.... وبكل رحابة صدر.
المستشار مصطفى عبد الجليل لم يتشبّث بالسلطة كما يفعل الآن غيره، وتلك في حد ذاتها تكفي لأن ننصفه بما يناسب مواقفه وبما يتناسب مع الدور الكبير الذي قام به في ظروف كانت بالفعل صعبة جداً وحسّاسة جدّاً.... وشبه مستحيلة.
أمّا أولئك الذين تساءلوا "لماذا تأخّر المستشار مصطفى عبد الجليل كل هذا الوقت ليفصح بما فصح به" أقول لهم: إن إختيار هذا التوقيت للتحدّث بكل صراحة كان صائباً جدّاً، وإختيار المستشار لهذه الأثناء إنّما ينم عن ذكاء وحسن تدبّر من قبل المستشار المحترم.
يا أيّها السادة والسيّدات أبناء وبنات ليبيا... ألا ترون معي بأن الإنتخابات الرئاسيّة والبرلمانيّة هي على الأبواب، وألا ترون معي بأن "الإخوان المسلمون" سوف يتبدّلون ويتلوّنون وينافقون ويتخفأون ويتزئبقون من أجل الفوز بأكبر عدد من المقاعد في هذه الإنتخابات؟. الإخوان المسلمون هم بكل صدق شر البلاء في ليبيا، وهم مع بقيّة الجماعات الإسلاميّة المتطرّفة سوف يتجاوزن الشياطين في أفعالهم من أجل السيطرة على مقاليد الحكم وكل آماكن صنع القرار في ليبيا لأنّهم ومنذ نشأتهم لا شغل لهم غير الإستيلاء على الحكم ونفث سمومهم في كل مناحي الحياة.
أنا أرى بأن المستشار مصطفى عبد الجليل كان قد إختار الوقت الأكثر من مناسب ليلقي قنبلته "السياسيّة" في حجورهم، وسوف تنفجر تلك القنابل في أصلابهم فتخصيهم ربما وإلى الأبد. تلك كانت عبقريّة من المستشار مصطفى عبد الجليل، ومن هنا فإننا نراهم هم أوّل من بكل قسوة إنتقده وغلّ عليه وقد يحاولوا الإنتقام منه بطرقهم الخاصّة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك