تطل علينا بعد منتصف هذه الليلة الذكرى السادسة والستون لعيد الإستقلال المجيد، وبهذه المناسبة العظيمة لا يسعني إلّا أن أهنئ كل ليبي غيور وكل ليبية غيورة على وطنها وعلى أهلها وعلى عزّتها وكرامتها.
الإستقلال هو ليس فقط مجرّد التحرّر من المستعمر، وإنّما هو بالمعنى الحقيقي يعني التحرّر من كل مكبّل وكل مسيطر إلّا أن يكون ذلك من بين إختياراتنا كقبولنا بالله المسيطر إلهاً لنا ورضاءنا بضوابط ديننا وضوابط أخلاقنا كمكبّلات لنا.
ليبيا كانت قد إستقلّت رسميّاً من الإستعمار الظاهر والهيمنة الملموسة في عام 1951، لكن الشعب الليبي مازال وللأسف لم يتحرّر بعد من هيمنة الأفكار المتخلّفة عليه ومن سيطرة مشاعر التبعيّة التي مازالت تعشعش في عقولنا وتتحكّم في إختياراتنا وتوجّه مساراتنا وتطلّعاتنا. نحن - ولنكن صادقين - لم نتحرّر بعد من عقد أنفسنا، ولم نتحرّر بعد من أمراضنا الإجتماعية التي تحدّد ملامح العلاقة بيننا كشعب وكأفراد. نحن مازلنا أسرى العادات البالية والتقاليد التي عفى عليها الزمن بدون أن نمتلك الشجاعة والمثابرة لإجراء عمليات مراجعة وصيانة عليها حتى تواكب الزمن الذي نعيش فيه الآن.
علينا أوّلاً أن نعيد النظر في "وطنيّتنا الليبيّة"... إنتماءنا لليبيا، إنتماء ليبيا إلينا. نحن نعاني من ضعف الإنتماء للوطن، ونعاني من غياب الفهم لمعنى الوطنيّة. تلك هي حقيقة وعلينا بأن نراجع أنفسنا بشأنها في وجود عناصر المكاشفة والصدق والقبول وجلد الذات. هل بصدق نحن نحسّ بليبيا كوطن وكبيت وككيان يتجذّر إنتماءنا إليه في أعماقنا؟.
من خلال متابعة ما حدث في ليبيا منذ الإستقلال وحتى الآن، أنا شخصيّاً لم أحسّ بأن ليبيا هي أغلى شئ في حياة الليبيّين، ولم ألمس ذلك في تصرّفاتهم. نحن ربّما نرى ليبيا بأنّها قطعة من اليابسة وجدنا أنفسنا نقيم عليها بدون الإحساس بقيمتها دعوكم من قدسيّتها.
نحن كشعب في أغلبنا مستعدّون لمبادلة الوطنية بالأشخاص. لقد فعلنا ذلك في عهد إدريس السنوسي، وفعلناه في عهد معمّر القذّافي، ونفعله الآن في عهد النكرات... وقد نفعله غداً في عهد من سوف يحكمنا. نحن نتعلّق بالأشخاص وندوس الأرض من تحتنا بأرجلنا كي نقدّم الولاء لمن يحكمنا لأنّنا نتبع ما نرى ولا نتملك خاصّية التأنّي بهدف الجلوس والتدبّر وإعمال العقل الذي يمكّننا من الإختيار المبني على العلم والمعرفة. نحن - في أغلبنا - وللأسف لم نحسّ بعد بقيمة الوطن، وهذا بكل تأكيد قد يعود إلى الأيّام الأولى التي لحقت إعلان الإستقلال وظل كذلك إلى يومنا هذا. أتمنّى بألّا يستمر هذا الجفاء بيننا وبين الوطن لأكثر مما مضى، وأتمنّى بأنّنا بعد كل الذي مرّ بنا قد نكون الآن جاهزين لإعادة النظر في وطنيّتنا أو بالأصح" وطنيّاتنا".
الوطن يا سادة ويا سيّدات هو أغلى شئ في الوجود، ويسبق حب الوطن حبّنا لأبائنا وحبّنا لأمهاتنا وحبّنا لأطفالنا. يسبق حب الوطن حبّنا للمال والجاه والسلطان، ويتوجّب أن يرتفع حبنا لليبيا ليكون جزءاً حقيقياً من حبّنا لربّنا وحبّنا لديننا. إن حب الوطن هو من حب الله، وخوفنا على الوطن يجب بأن يكون تماماً مثل خوفنا على أنفسنا... بل على العكس، إن حب الوطن يتجاوز حبّنا لأنفسنا والدليل بأن الشعب يهب لنصرة بلده ويضحّي بأرواح أنفس أبنائه وبناته في سبيل الحفاظ على الوطن. تلك هي قيمة الوطن يا من نسيتموها وغرّتكم الملذّات والشهوات عن حبّها فعساكم أن تستفيدوا من هذه الذكرى النفيسة لتعيدوا حساباتكم بخصوص أمدية الصدق في حبّكم لليبيا. كل عام وأنتم بألف خير، وسوف بإذن الله تطل علينا الذكرى المقبلة ونحن في غير الحال الذي نعاني منه الآن.
الإستقلال هو ليس فقط مجرّد التحرّر من المستعمر، وإنّما هو بالمعنى الحقيقي يعني التحرّر من كل مكبّل وكل مسيطر إلّا أن يكون ذلك من بين إختياراتنا كقبولنا بالله المسيطر إلهاً لنا ورضاءنا بضوابط ديننا وضوابط أخلاقنا كمكبّلات لنا.
ليبيا كانت قد إستقلّت رسميّاً من الإستعمار الظاهر والهيمنة الملموسة في عام 1951، لكن الشعب الليبي مازال وللأسف لم يتحرّر بعد من هيمنة الأفكار المتخلّفة عليه ومن سيطرة مشاعر التبعيّة التي مازالت تعشعش في عقولنا وتتحكّم في إختياراتنا وتوجّه مساراتنا وتطلّعاتنا. نحن - ولنكن صادقين - لم نتحرّر بعد من عقد أنفسنا، ولم نتحرّر بعد من أمراضنا الإجتماعية التي تحدّد ملامح العلاقة بيننا كشعب وكأفراد. نحن مازلنا أسرى العادات البالية والتقاليد التي عفى عليها الزمن بدون أن نمتلك الشجاعة والمثابرة لإجراء عمليات مراجعة وصيانة عليها حتى تواكب الزمن الذي نعيش فيه الآن.
علينا أوّلاً أن نعيد النظر في "وطنيّتنا الليبيّة"... إنتماءنا لليبيا، إنتماء ليبيا إلينا. نحن نعاني من ضعف الإنتماء للوطن، ونعاني من غياب الفهم لمعنى الوطنيّة. تلك هي حقيقة وعلينا بأن نراجع أنفسنا بشأنها في وجود عناصر المكاشفة والصدق والقبول وجلد الذات. هل بصدق نحن نحسّ بليبيا كوطن وكبيت وككيان يتجذّر إنتماءنا إليه في أعماقنا؟.
من خلال متابعة ما حدث في ليبيا منذ الإستقلال وحتى الآن، أنا شخصيّاً لم أحسّ بأن ليبيا هي أغلى شئ في حياة الليبيّين، ولم ألمس ذلك في تصرّفاتهم. نحن ربّما نرى ليبيا بأنّها قطعة من اليابسة وجدنا أنفسنا نقيم عليها بدون الإحساس بقيمتها دعوكم من قدسيّتها.
نحن كشعب في أغلبنا مستعدّون لمبادلة الوطنية بالأشخاص. لقد فعلنا ذلك في عهد إدريس السنوسي، وفعلناه في عهد معمّر القذّافي، ونفعله الآن في عهد النكرات... وقد نفعله غداً في عهد من سوف يحكمنا. نحن نتعلّق بالأشخاص وندوس الأرض من تحتنا بأرجلنا كي نقدّم الولاء لمن يحكمنا لأنّنا نتبع ما نرى ولا نتملك خاصّية التأنّي بهدف الجلوس والتدبّر وإعمال العقل الذي يمكّننا من الإختيار المبني على العلم والمعرفة. نحن - في أغلبنا - وللأسف لم نحسّ بعد بقيمة الوطن، وهذا بكل تأكيد قد يعود إلى الأيّام الأولى التي لحقت إعلان الإستقلال وظل كذلك إلى يومنا هذا. أتمنّى بألّا يستمر هذا الجفاء بيننا وبين الوطن لأكثر مما مضى، وأتمنّى بأنّنا بعد كل الذي مرّ بنا قد نكون الآن جاهزين لإعادة النظر في وطنيّتنا أو بالأصح" وطنيّاتنا".
الوطن يا سادة ويا سيّدات هو أغلى شئ في الوجود، ويسبق حب الوطن حبّنا لأبائنا وحبّنا لأمهاتنا وحبّنا لأطفالنا. يسبق حب الوطن حبّنا للمال والجاه والسلطان، ويتوجّب أن يرتفع حبنا لليبيا ليكون جزءاً حقيقياً من حبّنا لربّنا وحبّنا لديننا. إن حب الوطن هو من حب الله، وخوفنا على الوطن يجب بأن يكون تماماً مثل خوفنا على أنفسنا... بل على العكس، إن حب الوطن يتجاوز حبّنا لأنفسنا والدليل بأن الشعب يهب لنصرة بلده ويضحّي بأرواح أنفس أبنائه وبناته في سبيل الحفاظ على الوطن. تلك هي قيمة الوطن يا من نسيتموها وغرّتكم الملذّات والشهوات عن حبّها فعساكم أن تستفيدوا من هذه الذكرى النفيسة لتعيدوا حساباتكم بخصوص أمدية الصدق في حبّكم لليبيا. كل عام وأنتم بألف خير، وسوف بإذن الله تطل علينا الذكرى المقبلة ونحن في غير الحال الذي نعاني منه الآن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك