بسم الله الرحمن الرحيم
السيّد المحترم فايز السرّاج..... بعد التحيّة حينما علمنا لأوّل مرّة بالتوافق عليك من قبل الكثير من الليبيّين وممثّليهم الشرعيين كرئيس للمجلس الرئاسي فرحنا وتفاءلنا خيراً.
فرحنا لأنّنا كنّا ولازلنا نبحث عن التوافق الوطني، ونبحث عن بوتقة تنصهر فيها كل العقول الليبيّة من أجل الوطن؛ وتفاءلنا خيراً لأنّنا نعرف بأنّك من سلالة طيّبة وفرع من أسرة عرفت بحبّها لليبيا ووقوفها مع ليبيا.
تابعنا الأحداث عن كثب وكنّا في كل يوم نحلم بغد جديد لليبيا حينما تجتمع كل قواها الوطنيّة من أجل إعادة الكرامة لها ومن أجل إعادة الإعتبار لشعبها الذي ظلم كثيراً وتعذّب كثيراً وتلوّع كثيراً منذ عهد الإستقلال وحتى اليوم.... دعك من تلك المآسي في عهد الإستعمار الإيطالي، فمن ينتظر من المستعمر غير الذي حصل إنّما هو يعيش على الأوهام وينام على الآمال فيصبح منتظراً تحقيق الآماني ويمسي على تحقيق الأحلام.
كنّا من فرط تفاؤلنا نحلم بكل يوم جديد تشرق شمسه علينا فعساه يحظر معه لنا أخباراً غير تلك التي تعوّدنا عليها منذ 17 فبراير 2011، لكننا إنتظرنا كثيراً وحلمنا كثيراً غير أن إنتظارنا طال وأحلامنا ذهبت مع الرياح. إنتظرنا على يديك الأخبار السعيدة، ومنّينا أنفسنا من مجلس رئاسي أنت ترأسه بغد يكون خيراً من أمسنا.... لكنّنا - رغم صبرنا وتفاؤلنا - بدأنا نحسّ باليأس من فرط تكرار ما ألمّ بنا، وتيقنّا الآن بأننا إنّما كنّا من الواهمين.
السيّد المحترم فايز السرّاج...لقد برهنت الأشهر السبعة الماضية منذ توليّكم هذا المنصب الرفيع على أنّكم عجزتكم عن تقديم أي شئ يذكر لليبيّين الغلابة والمقهورين، وأبانت لنا تلك الأشهر السبع العجاف على أنّكم فشلتم فشلاً ذريعاً في قيادة سفينة التغيير في ليبيا، وبذلك فقد بدأت هذه السفينة الآن ترتطم بكل ما جاورها حتى أضحت مخافة للناس وشرّاً لكل مراقب عليه تجنّبه أو الدفع به بعيداً. لقد برهنت الأشهر السبع الماضية على أنّكم سيّد السرّاج فشلتم فشلاً ذريعاً في المهمّة التي أوكلت إليكم والسبب من وجهة نظري هو قلّة حيلتكم وغياب الخبرة والحنكة السياسيّة لديكم ممّا نتج عنه تخبّطكم وأخيراً ترنّحكم بشكل مقلق ومخيف وربّما مزعج أيضاً.
أخي فائز السرّاج... أعتقد بأنّك الآن تعرف يقيناً بأنّك لست الشخص المناسب لهذه المهمّة التي أنيطت بك، وأعتقد بأن الوقت قد حان لأن تتوقّف قليلاً لبرهة من الزمن بهدف التدبّر والمراجعة والتفكير. إن السفينة التي تظنّون بأنّكم تقودونها إنّما هي تسيّر بغيركم ووجودكم في حجرة القيادة إنّما هو في واقع الأمر من باب الإيهام ليس إلّا، ومن باب التغطية على غيركم من هو فعليّاً يقود هذه السفينة وإلى وجهة لا تعرفون شيئاً عنها ولا تمتلكون المقدرة على التنبوء بها. إن من يقود هذه السفينة التي وكّلتم عليها يعرف إلى أين يقودها ولا يعطيكم خياراً في رسم معالم طريقها أو تحديد مكان رسّوها لآنّه لا يشعر بوجودكم ولا يعطي قيمة لتواجدكم. أنّكم أخي السرّاج أصبحتم الآن مجرّد خيال وضع هناك ليخدع البعض لكن المصيبة أن ذلك الخيال أخذ بدوره يخدعكم أنتم.... وتلك هي الفاجعة الكبيرة.
السيّد فايز السرّاج...
إن الأمور في غرب ليبيا قد خرجت عن سلطتكم، والأمور في المنطقة الشرقيّة لم تشملها سلطتكم من حيث المبدأ، أما الأمور في المنطقة الجنوبيّة فعلمها عند الله وحده. إنّنا والحال هكذا لم يتبقّ لدينا من أمل فيكم غير حلمنا بأن تحتفظوا سيادة "الرئيس" بما تبقّى لكم من كرامة وماء وجه بأن تفتحوا عيونكم وتنظروا حولكم وأن تستفيقوا من أحلامكم الورديّة لتتيقّنوا بأن ما تظنّونه من سلطة وجاه وسلطان وإعتراف دولي وحماية دولية وما إليها من أحلام اليقظة... إن كل ذلك يبقى في واقع الأمر ليس أكثر من أضغاث أحلام، فالواقع الذي نعرفه ونلمسه هو يختلف عن ذلك تماماً. إن الواقع المعاش والحقيقي في ليبيا يقول يا حصرة "الرئيس" بأنّكم لا تحكمون ولا تتحكّمون ولا تملكون من أمركم شيئاً على الإطلاق. إن الواقع يقول لكم يا سيّد فايز السرّاج بأنّكم إنتهيتم... إنتهيتم... إنتهيتم. لقد حان الوقت لك أخي فايز السرّاج بأن تشحذ ما تبقّى لك من شجاعة وأن تخرج على قناتك "ليبيا الرسميّة"، وقد ربما تدعو معها قناة الجزيرة والعربيّة وأن تعلنها واضحة وصادحة وصريحة وقوية بأنّكم سيّد السرّاج تعلنون إستقالتكم من هذا الوهم المسمّى "المجلس الرآسي" وبقرار غير رجعي مهما كانت المؤثّرات.... فهل لازال بين أيديكم من بقية شجاعة، وبقية كرامة.... وبقية من ماء الوجه.
أذهب يا سيّد السرّاج وأترك أمور برهنت على أنّك لا تفقهها قبل أن تورّّط ليبيا في المزيد من التبعية لمن عيّنوك وحموك ودفعوا لك ووجّهوك ثم حينما تباطأت أمروك، وحينما ترددت نهروك... أذهب يا سيّد السرّاج قبل أن تجلب على نفسك غضب كل الليبيّين والليبيّات، وحينها فإنّك سوف لن تخسر نفسك فقط وإنّما سوف تخسر بعض من تلك المآثر الجيّدة لأسرتك...
Dégagé Monieur Serragé.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك