يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {مَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} وقال أيضاً: {أدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}، وقال: {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} . . . صدق الله العظيم.
لقد أرسل الله نبيّه محمد عليه السلام برسالة منه عنوانها "الإسلآم" وفحواها "العدل" وهدفها "السلام". كانت هذه الرسالة واحدة وكانت موجّهة إلى كل البشر وفي كل مكان.
إعتقد بالرسالة من إعتقد وآمن بها من آمن وسار على هداها من كان يبحث عن إطمئنان وسكينة. كانت الرسالة واحدة حينما أرسلت إلى الناس، وظلّت الرسالة واحدة حينما بقى ناقلها إلى الناس على قيد الحياة، ولكن ما إن غاب حامل الرسالة وناقلها عن الأنظار حتّى خرج من أراد أن يحتكرها لنفسه ويسخّرها لخدمة أغراضه. منذ أن توفّى النبي محمد عليه السلام وحتى يومنا هذا والمتاجرون بإسم الدين وهم يعملون على تزييفها وإبعادها عن أصلها... عن الهيئة لتي كانت قد أرسلت بها إلينا.
خرج علينا المفسّرون (المجتهدون)، وخرج علينا المحتكرون (الورثة)، وخرج علينا المسيطرون (الطغاة)، وبدأنا من حينها نتخاصم ونتقاتل ونبتعد عن لبّ الدين... وكنّا نفعل كل ذلك بإسم الدين وبستار المحافظة عليه وتوصيله للناس.
خرج علينا من سموّا أنفسهم بالفقهاء والأئمّة وحماة الدين وظلال الله في الأرض وورثة الأنبياء... والغريب في الأمر أنّهم كلّهم كانوا هم من عيّنوا أنفسهم وفرضوا تعيينهم على الناس. لم يكن للناس رأياً يستمع إليه ولم يسمح لهم بالمشاركة في الإختيار، بل إنّهم فرضت عليهم الطاعة (البيعة) ومن لم يفعل أولم يقتنع أو كان متردّداً نعت بالخروج على الراعي(وليّ الأمر) ووصم بالكفر فكان جزاءه القتل أو التعذيب أو التغييب أو التشنيع أو العزل أو السجن أو التهجير، وكان كل ذلك يتم بإسم الدين وبإسم الله.... والدين والرب كانا براء مما يفعلون.
تقسّم المسلمون إلى سنّة وشيعة، وتقسّم كل قسم إلى مئات بل الألاف من القسيمات والشيع والمذاهب، وبدأت كل قسيمة تسعى لفرض رأيها ومنهجها وسلوكها على غيرها، وبدأ الصراع يشب بينها وبين المنتمين إلى كلّ منها، وبدأت الفتن والإغتيالات والتفجيرات والإقتتالات بين المسلمين وكلّها كانت تتم بإسم الدين... بإسم الإسلام.
إعتقد بالرسالة من إعتقد وآمن بها من آمن وسار على هداها من كان يبحث عن إطمئنان وسكينة. كانت الرسالة واحدة حينما أرسلت إلى الناس، وظلّت الرسالة واحدة حينما بقى ناقلها إلى الناس على قيد الحياة، ولكن ما إن غاب حامل الرسالة وناقلها عن الأنظار حتّى خرج من أراد أن يحتكرها لنفسه ويسخّرها لخدمة أغراضه. منذ أن توفّى النبي محمد عليه السلام وحتى يومنا هذا والمتاجرون بإسم الدين وهم يعملون على تزييفها وإبعادها عن أصلها... عن الهيئة لتي كانت قد أرسلت بها إلينا.
خرج علينا المفسّرون (المجتهدون)، وخرج علينا المحتكرون (الورثة)، وخرج علينا المسيطرون (الطغاة)، وبدأنا من حينها نتخاصم ونتقاتل ونبتعد عن لبّ الدين... وكنّا نفعل كل ذلك بإسم الدين وبستار المحافظة عليه وتوصيله للناس.
خرج علينا من سموّا أنفسهم بالفقهاء والأئمّة وحماة الدين وظلال الله في الأرض وورثة الأنبياء... والغريب في الأمر أنّهم كلّهم كانوا هم من عيّنوا أنفسهم وفرضوا تعيينهم على الناس. لم يكن للناس رأياً يستمع إليه ولم يسمح لهم بالمشاركة في الإختيار، بل إنّهم فرضت عليهم الطاعة (البيعة) ومن لم يفعل أولم يقتنع أو كان متردّداً نعت بالخروج على الراعي(وليّ الأمر) ووصم بالكفر فكان جزاءه القتل أو التعذيب أو التغييب أو التشنيع أو العزل أو السجن أو التهجير، وكان كل ذلك يتم بإسم الدين وبإسم الله.... والدين والرب كانا براء مما يفعلون.
تقسّم المسلمون إلى سنّة وشيعة، وتقسّم كل قسم إلى مئات بل الألاف من القسيمات والشيع والمذاهب، وبدأت كل قسيمة تسعى لفرض رأيها ومنهجها وسلوكها على غيرها، وبدأ الصراع يشب بينها وبين المنتمين إلى كلّ منها، وبدأت الفتن والإغتيالات والتفجيرات والإقتتالات بين المسلمين وكلّها كانت تتم بإسم الدين... بإسم الإسلام.
لماذا يا أيّها الناس تصنعوا من رسالة الحب سهماً للقتل، ولماذا يا أيّها الناس تخلقوا من رسالة التوحيد رسائل للفرقة، ولماذا يا أيّها المسلمون تقذفوا ما كرّمكم به الرحمن بعيداً وتستعيضوا عنه بما يحقّركم... بما يضحك الغير به عليكم... بما يهينكم؟.
الإسلام هو دين الله، وهو ما لخّصه الرب لكم في كتابه الذي قال لكم فيه بأنّه فيه كل ما تبحثون عنه. قال لكم الرب إن الدين كل الدين في كتابكم هذا، وبأن هذا الكتاب لم يترك شيئاً من رسالة الرحمن إليكم إلّا وأوضحها... فلماذا تستعيضوا عن القرآن بغيره من الأقوال والآحاديث والإجتهادات والفتاوي والمواعظ التي لم تتفقوا عليها ولم ينزل الله بها من سلطان، وبذلك فكانت تلك هي سبب الفتن والشقاق بينكم وأنتم تعلمون وتدركون وتعرفون؟.
ودعوة صادقة منّي إليكم لأجل خيركم ولأجل كرامتكم ولأجل إرتياحكم ورفاهيّتكم.... عودوا إلى كتاب الله، وإحتكموا إلى كتاب الله، وأنبذوا كل ما عداه. نعم.... أنبذوا كل ما عداه؛ فكل ما عداه ما أنزل الله به من سلطان عليكم.
يا أيّها المسلمون... إن ما يوحّد بيننا هو كتاب الله، وما يحافظ على توحّدنا هو كتاب الله، وما يمكّننا من النهوض بأنفسنا هو كتاب الله، وما يعيد إلينا كرامتنا وإحترام الغير لنا هو كتاب الله. فليكن القرآن - والقرآن وحده - هو مرجعنا ومرشدنا ومنهجنا وبوصلة سفرنا نحو المستقبل.... وحينها فقط سوف نعرف طريقنا وسوف ننظر أمامنا وسوف نصل إلى غايتنا وليس غاياتنا. عندها - وعندها فقط - سوف ينتصر الإسلام ويسود ويقنع الغير برسالته النبيلة والتي هي رسالة الحب والتآخي والتعاون والتكامل مع كل البشر. رسالة الإسلام الحقيقيّة هي المصدر لمشروع كبير يهدف إلى البناء والإختراع والإبتكار والتقدّم والنهوض... رسالة سلام إلى كل البشر وفي كل مكان. تلك هي رسالة الإسلام لمن ظلّ يبحث عنها منذ أن ضيّعها المنافقون وتجّار الدين والمشعوذين بمجرّد غياب من أتى بها إلينا.
الحكم بالإعدام في السعوديّة
أصدرت السعوديّة يوم أمس السبت 2 يناير 2016 قراراً بإعدام 47 شخصاً من بينهم معارض سياسي إسمه "نمر النمر" وهو شيعي سعودي من منطقة القطيف.
ويقال بأن هؤلاء الذين حكم عليهم بالإعدام كانوا قد تمّت محاكمتهم من قبل محكمة خاصّة أشرف عليها رجال الدين، وأصدرت هذه المحكمة حكمها الذي يقال بأنّه كان قد تداولته بعض وسائط التواصل الإجتماعي حتى قبل صدوره ممّا ربّما يدلّ على أن هذه الأحكام كانت ربّما صادرة عن جهات عليا في الدولة وما كان على هذه المحكمة الخاصّة غير وضع عليها ختم المحكمة التي لم تكن قضائيّة وإنّما كانت محكمة خاصّة أشرف عليها رجال الدين وليس رجال القضاء كما قالت وسائل الإعلام العالميّة ومنها البي بي سي.
مفتي السعوديّة عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
هذا وبعد الإعلان عن عمليّة الإعدام من خلال وسائل الإعلام، نظّم العشرات من المواطنين الشيعة يوم السبت مسيرة في القطيف السعودية إحتجاجا على إعدام رجل الدين الشيعي والناشط السياسي "نمر النمر"، وردد المحتجّون هتافات معادية للنظام السعودي منها "يسقط آل سعود" بينما كانون يسيرون من قرية العوّامية وهي مسقط رأس النمر إلى القطيف وهي المنطقة السعودية الوحيدة التي تقطنها غالبية شيعية.
ويقال بأن "نمر النمر" كان قد قاد مظاهرة ضد العائلة السعوديّة المالكة في بدايات عام 2011 أثناء ثورات الربيع العربي، وكان المتظاهرون حينها بقيادته ينادون علناً بإسقاط نظام الحكم السعودي. تمّ تفريق المظاهرة بأسرع من البرق، وتم القبض على "نمر النمر" من حينها وظلّ في السجن حتى تم الحكم عليه بالإعدام ثم إعدامه، بعد أن أجاز مفتي السعودية عمليّة الإعدام ووقّع عليها الملك سلمان ملك السعوديّة.
نمر النمر رجل الدين الشيعي
والمثير للإنتباه، أنّني سمعت يوم الأمس صحفي سعودي مقرّب من الأسرة الحاكمة السعوديّة وهو يقول في مقابلة له مع البي بي سي مقابل معارض سعودي يعيش في برمنجهام في بريطانيا: "نحتفل اليوم بإعدام 47 إرهابيّاً، ونريد من العالم من حولنا أن يحتفل معنا بإعدام هؤلاء" !!.
المعارض السعودي وهو يتحدّث من بلد إقامته
والطريف أن هذا الصحفي السعودي المقرّب من العائلة الحاكمة كان قد قال في نفس المقابلة: "لا توجد في السعوديّة معارضة لا في الداخل ولا في الخارج"، وهنا واجهته المذيعة المصريّة الأصل بالقول: كيف تقول بأنّه لا توجد معارضة سعوديّة في الخارج، والذي يواجهك الآن وبعلمك هو معارض سعودي يقيم في بريطانيا !!.
هنا تلعثم الصحفي السعودي وقال: أنا لم أكن أعرف هذا الشخص من قبل، ولا أظنّه ينتمي إلى أية معارضة، فالنظام السعودي يخدم مواطنيه ويوفّر لهم كل الرعاية والحماية، وبذلك فلا يجد المواطنون أية ضرورة للتظاهر ضد العائلة الملكيّة أو نظام الحكم.
وقال محامي سعودي مقيم في السعوديّة في نفس المقابلة " إن إعدام 47 إرهابيّاً يعتبر ضربة قاصمة للقاعدة وداعش"..!!. وقال مضيفاً: إن العالم من حولنا يحاول التآمر علينا، فالسعوديّة هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لا تملك داعش فيها موطئ قدم، ولم تعبث بها القوى الإرهابيّة؛ وبذلك فإنّ جيراننا المحيطين بنا يحسدوننا على هذا الأمن والرخاء والنعيم الذي يتمتّع به المواطن في بلادنا !.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك