إنعقد يوم الخميس 13 يونيو 2013 في العاصمة المصرية القاهرة مؤتمراً "لنصرة سوريا" نظّمته جهات إسلامية منها: الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورابطة علماء المسلمين ورابطة علماء أهل السنة ومنظمات إسلامية أخرى. وفي الكلمات الأولى وجهت هذه المنظمات الثلاث دعوات لتسيير "قوافل دعاة وقوافل أخرى للجهاد في سبيل الله" في سوريا.
وفي ذلك المؤتمر، ظهرت أصواتاً كثيرة تدعو إلى النفير العام من أجل "نصرة سوريا"، من بينهم الدكتور "العلامة" يوسف القرضاوي والشيخ صفوت حجازي والشيخ الأمين الحاج.
كما شارك في ذلك المؤتمر الذي حمل إسم "موقف علماء الأمة تجاه القضية السورية" الشيخ محمد العريفي، والدكتور عماد عبدالغفور مساعد الرئيس المصري(الإخواني محمّد مرسي) ، والشيخ عبدالله شاكر رئيس جمعية أنصار السنّة المحمّدية، والشيخ عبدالرحمن عبدالخالق مؤسّس المدرسة السلفية في مصر، والفريق عبدالرحمن سوار الذهب الرئيس السودانى السابق، وعدد من العلماء والمشايخ من كافة أرجاء العالم الإسلامي.
وفي الكلمة التي ألقاها الشيخ الأمين الحاج رئيس رابطة علماء المسلمين – وهي رابطة تجمع علماء المسلمين من أهل السنة ويتولى أمانتها العامة الشيخ ناصر بن سليمان العمر- "أفتى" فضيلته بأن الجهاد في سوريا واجب على كل مسلم وعلى كل الشعوب والحكام.
كما دعى الشيخ الحاج إلى تسيير قافلة إلى سوريا. وأكد على أنها "قضية الأمة كلها" وليست قضية سوريا وحدها.
وبدوره أعلن الشيخ القرضاوي - رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين - عن تسيير قافلة تضم دعاة من كافة أنحاء العالم الإسلامي إلى سوريا نصرة لأهل سوريا. وقال إن مجموعة من علماء السنة ستتوجه في الايام القادمة، ويتم الترتيب لذلك.
وأكد أن الحرب في سوريا هي حرب ضد الإسلام وأن الجهاد فيها واجب. وأضاف أنه "يجب على البلاد العربية أن يظهروا عروبتهم وإسلامهم في دعم سوريا"، منتقدًا حكّام العرب في صمتهم على الإبادة التي يتعرض لها أهل السنة. وتابع: "حزب الشيطان دخل سوريا علنًا جهارًا ليقتل أهل السنة بالقصير، ولابد أن يقف العرب موقفًا رجوليًّا ضد الطائفية التي تريد قتل السنة، فكيف نقبل ذلك يا عرب، يجب أن يكون موقفكم صريحًا، وأن تتحملوا المسئولية"
تلك كانت بعض من أحداث عام 2013، وتلك كانت القشّة التي بالفعل قصمت ظهر البعير. فالدعدوة إلى النفير، وإرسال "قوافل دعاة وقوافل أخرى للجهاد" كان هو ما خرّب سوريا وهجّر الملايين من أهلها... ومع هذا فتلك كانت أحداث التاريخ، وهي بكل يقين مضت وتركت بصماتها لكنّنا لا نستطيع إعادة ساعة الزمن إلى الوراء.
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم وبإلحاح: أين هم "علماء المسلمين" وأين هي تلك "المنظّمات الإسلاميّة" التي تداعت إلى القاهرة للحث على الجهاد في سوريا في عام 2013... أين هي اليوم ممّا يحدث في سوريا؟. أين هم "علماء المسلمين" اليوم فلم نعد نسمع أصواتهم؟.
أكثر من 7 ملايين من السوريّين هم اليوم مهجّرين من ديارهم، منهم حوالي 3.5 مليون خارج سوريا، ومنهم ما يقارب من مليونين وهم يستجدون العون والمساعدة من دول أوروبا "المسيحيّة" ونحن نرى كم الإهانات والإختقار الذي يعاني منه أولئك السوريين والسوريات بأطفالهم... فأين هم "علماء المسلمين" وأين هي "المنظّمات الإسلاميّة".... لماذا بقوا صامتين بعد أن أشعلوها حرباً ودماراً في سوريا؟.
لماذا لا تخصّص المملكة السعودية (الأكبر مساحة من كل البلاد العربيّة في آسيا والأكثر غنى منها جميعاً)... لماذ لا تخصّص السعوديّة قطعة من أراضيها الشاسعة والغير مأهولة منطقة لإقامة ملاجئ آمنة للمهجّرين السوريين بقرب بلدهم التي هجّروا منها وفي حضن ثقافتهم العربية ودينهم الإسلامي؟. هل تعجز السعودية بتريليوناتها العديدة عن مساعدة وإيواء 7 مليون سوري وسوريّة؟.
أين هم شيوخ السعودية الذين توافدوا على القاهرة في عام 2013 وهم يعلنون "النفير" في سوريا.... أين هم اليوم وقد بقى النفير مستعراً وبإستمرار لأكثر من سنتين من حينها؟. هل طالبوا بلدهم السعوديّة لأن تدفع بعضاً من تلك المليارات التي تستلمها كل سنة من الحجّاج والمعتمرين من كل أنحاء العالم الإسلامي للحفاظ على كرامة السوريّين "السنّة" الذين هبّ أولئك "العلماء" لإنتشالهم من "الطائفيّة الشيعيّة"؟.
أليسوا هم أولئك "العلماء" من يمارس العهر والكذب والنفاق والمتاجرة بالدين على حساب الغلابة من الناس؟. أين هي سوريا اليوم التي تناديتم يا "علماء الدين" لحمايتها من المد "الشيعي" كما قالتم لنا حينها؟. هل مازالت هناك توجد دولة إسمها سوريا؟. ثمّ... أين هي مبادئ الدين الإسلامي "السمحاء" التي تتشدّقون بها يا سماسرة الدين وباعة صكوك الغفران الجدد؟. ألم يقل ربّكم - وأنتم تعرفون - في كتابه العزيز: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}... فهل ما فعلتموه حينها كان مساع للإصلاح؟. ألم يقل ربّكم - وأنتم أوّل من يعلم - في كتابه العزيز أيضاً: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا}... فأين أنتم من تعاليم السماء يا دعاة الحرب والفرقة بين المسلمين بإسم الدين؟. هل تبرّعتم من بعض من ملايينكم المدّخرة... أم أنّها عليهم لا عليكم؟.
إعلان النفير من القاهرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك