الفيدراليّون الإنفصاليّون هم أشد خطراً من أي إستعمار ولو كان إستيطانيّاً، فلا أشد عداء للوطن من أولئك الذين يتآمرون عليه وهم يتظاهرون بالإنتماء إليه.
في كل يوم يمر أحسّ فيه بأن دعاة الفيدراليّة هم من أخطر الجماعات على الساحة الليبيّة لأنّهم يضمرون عكس ما يظهرون.
قد يقول قائل.. إن التعميم ليس من شيم العقلاء، وأقول في هذه فقط فإنّني سوف أسمح لنفسي بالتعميم؛ فالمعاطفين مع الفيدراليّين إمّا أنهم مغفّلون حتى النخاع أو أنّهم يعرفون لا يأبهون، وفي كلتا الحالتين فإنّني أعتبر أنّ كل فيدرالي هو معادٍ للدولة الليبيّة ويقف حجر عثرة في طريق تأسيسها والإنطاق بها إلى الأمام.
القيدراليّون ظهروا علينا وهم يدعون للقضاء على المركزيّة ويدعون لتوزيع الخدمات العادلة على كل أطراف الدولة الليبيّة فصدّقناهم وتعاطفنا معهم لكنّنا الآن إكتشفنا خدعهم وتكشّفنا على الكثير من نواياهم الخبيثة التي تدفع بكل قوّة إلى تقسيم الدولة الليبيّة بهدف إنشاء كيانات مستقلّة سرعان ما تصبح متناحرة نظراً لتشابك المصالح في داخل بلد تزاوج شرقه مع غربه وتسامر شماله مع جنوبه وتآخى عربه مع أمازيغه. ليبيا بلد لا يمكنها أن تقبل القسمة إلاّ على نفسها، وبذلك فإن أية محاولة لتقسيمها أو تجزئتها سوف تدفع إلى المزيد من التناحر والإنتحار.
بعد أن إكتشفنا بعض الخدع وأعمال المكر التي قام بها الفيدراليّون لإغواء الناقلة "مورننج غلوري" وخداع قبطانها والعاملون معه بسلسلة من الآكاذيب، أصبح من العبث تصديق الفيدراليّين في أي شئ مما يدعون إليه. إنّهم عبارة عن زمرة فاسدة مارقة لا همّ لها إلاّ الإثراء والإستئثار على حساب كل الليبيّين وتبيّن بأنّ هؤلاء الفيدراليّون هم مستعدّون للتضحية بكل القيم والمبادئ الإنسانيّة من أجل تحقيق أهدافهم التي تبيّن بأنّها شيطانيّة ودنيئة وموغلة في الطمع والأنانيّة.
لقد أرسل الفيدراليّون ثلاثة من رجالهم وهم مدجّجين بالسلام مع الناقلة بهدف فرض الشروط المجحفة والغير إنسانيّة على طاقمها وعمّالها الغلابة، وكان واضحاً بأن هؤلاء المسلّحين الثلاثة كانت لديهم آوامر بقتل كل ليبي يقف في طريق عبور الناقلة سواء كان من حرس السواحل الليبيّة أو كان من المفاوضين بهدف الوصول إلى حل مرض يراعي حق الجميع.
لقد إستسلم المسلّحون الثلاثة للأمريكان بدون أدنى محاولة للمقاومة، ولكن ماذا لو كان المهاجمون هم من الليبيّين؟. عندها سوف لن تكون هناك رحمة وحينها سوف تسخن حمم النار حتى لا تترك واحداً منهم على قيد الحياة من أجل الهروب بالناقلة المغدور بها ومن أجل الإستحواذ على نفطها المنهوب من قوت الشعب الليبي الذي تكالبت عليه المقادير منذ زمن الطاغية القذّافي وحتى زمن هؤلاء القراصنة الطمّاعين.
بعد إعادة الناقلة المغتصبة إلى الأراضي الليبيّة وتسليمها لسلطات البلد الشرعيّة، وبعد أن أيقن الفيدراليّون بأنّهم خسروا الصفقة المنهوبة بالغدر والخيانة، خرجوا علينا من جديد وهم يظهرون حقدهم الدفين على الشعب الليبي بأن قالوا بأنّهم "لن يفاضوا ولن يتفاوضوا مع الدولة الليبيّة إلاّ بعد أن تعاد إليهم سرقتهم من الناقلة وحمولتها".
لقد وصل بهم الجشع والطمع مبلغه حتى أعماهم عن رؤية طريق الرشاد للخلاص من هذه الورطة الدنيئة التي أوقعوا أنفسهم فيها. قالوا بأنّهم سوف لن يتحاوروا مع الدولة الليبيّة إلاّ بعد أن تسلّم لهم الدولة الليبيّة غنيمتهم المسروقة بما يعني الناقلة وحمولتها... فهل هو الحقد والكراهيّة أم أنّه الغباء والعنجهيّة؟.
على الدولة الليبية أن تقول لكم: فلتذهبوا إلى الجحيم يا أيّها الإنفصاليّون، فليبيا سوف تكون في آمان بدونكم، وسوف لن تجدوا من يفاوضكم بعد اليوم أو من يستمع إليكم بعد أن كشفتم عن حقيقة نواياكم.
لو كانت هناك في ليبيا دولة وحكومة فإنّ أولئك المسلّحين الثلاثة سوف يشنقون أمام الملاّ وبدون رحمة حتى يكونوا درساً لغيرهم من سوف يفكّر مستقبلاّ في التعدّي على أرزاق الشعب الليبي.
وإنّني أنتهز هذه الحادثة لأقول لكل إخوتي وأخواتي في المناطق الشرقيّة من الوادي الأحمر وحتى الحدود المصريّة... إن خيركم وخيراتكم هي في ليبيا بكل ما لديها من قدرات بشريّة وإرادات إنسانيّة وليس في بعض الملايين من براميل النفط التي سرعان ما تنضب وسوف لن تترك وراءها غير الآنانيّة والحقد والبغضاء.
إن مستقبلكم يا اهلنا في الشرق هو في ليبيا الواحدة الموحّدة بما تملكه هذه الدولة من عقول بشريّة تستطيع صنع المستقبل والمحافظة عليه... فثروة البشر تبقى إلى الأبد أمّا براميل النفط فإنّها سرعان ما تتبخّر وتتبدّد، وتأكّدوا إخوتنا وأخواتنا بأنّنا أهلكم وبأنّكم أهلنا وسوف نكون معاً في السرّاء والضرّاء من أجل ليبيانا ومن أجل أنفسنا.
فلنقلها معاً مدوّية وبأعلى صوت بدون خوف أو وجل.... نعم لليبيا الموحّدة وطن كل الليبيّين والليبيّات رغم المحن، ولا للفيدراليّة الإنفصاليّة؛ وسوف تنتصر ليبيا مهما طال الزمن ومهما بلغت بها المحن.... فمن المحال إستمرار هذه الأحوال، وكما قال الله تعالى: {فإنّ مع العسر يسر، إنّ مع العسر يسر}.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك