السيّد الدكتور علي زيدان - رئيس وزراء ليبيا... بعد التحيّة
تبيّن لنا من خلال ما حدث في الأيّام القليلة الماضية وحتى يوم إختطافكم بأن بلدنا أصبحت بالفعل نهباً لكل من هبّ ودب، وتحوّلت بالفعل إلى مرتع لكل من لا يريد لليبيا بأن تصبح دولة.
لقد تكالب المفسدون على بلادنا بعد أن وجدوا فيها الآمان بالنسبة لهم، فليبيا وللأسف أضحت يتيمة لا يوجد لها من يحميها أو يحافظ على شرفها وكرامتها. ليبيا أصبحت مطيّة سهلة لكل من يريد أن يركب بعد 17 فبراير 2011 بعد أن كانت بالفعل عصيّة على تجّار الدين والمتستّرين تحت عباءته قبل ذلك.
قد لا يجوز لنا وضع كل اللوم عليكم يا دكتور علي زيدان، لكنّك بكل تأكيد تشارك غيرك في السماح للفاسدين بأن يحكموا ليبيا وللمفسدين بأن يرتعوا فيها كما يشاءون.
ليس الآن هو وقت اللوم، وليس من حقّنا تحميلك كل المسئوليّة على أمن وسلامة البلد لأنّنا نحن كشعب من يجب أن يتحمّل معك اللوم ويشاركك في تحمّل المسئوليّة عمّا حدث لبلادنا.
هل لك دكتور علي زيدان بأن تعطينا يعضاً من وقتك وجزءاً من إنتباهك فلدينا ما نقوله لك وثق سيّدي الرئيس بأنّنا نهتم بأمن وسلامة بلادنا قدر إهتمامنا بأنفسنا، فليبيا هي بلدنا ونحن من يحسّ بمعاناتها ونتأسّى من هذا الظلم الذي أصبح يطالها في كل يوم.
من الواضح الآن ربما لكلّ الليبيّين والليبيّات بأن بلدنا أصبحت وكراً للمتشدّدين والمغالين والمزايدين بإسم الدين، ومن الواضح بأن تنظيم القاعدة وجد في بلادنا ملاذاً لازال يظن بأنّه أمناً خاصّة وأنّه للأسف بدأ يتواجد بيننا من يبارك أفعال تنظيم القاعدة وييسّر لها السبل لتستطيب المقام بيننا بحمايتهم ودعمهم وماصرتهم ... وتلك لعمري تعتبر من بين أكبر مشاكلنا في ليبيانا الحبيبة.
الدكتور علي زيدان رئيس وزراء ليبيا:
الآن عرفنا بأنّك ربّما أصبحت من بين القلّة القليلة التي تحسّ فعليّاً بمعاناة الوطن ولا تنتهز ظروف ليبيا الحاليّة بالتطفّل على خيراتها وعلى سيادتها. قد نكون مستاءين من أدائك منذ أن أصبحت رئساً للوزراء، وقد نكون مصابين بخيبة أمل كبيرة من ضعف حكومتك وقصورها الكبير في وجه خطر بدأ يهدّد وبجهارة كيان ووجود ليبيا كبلد وككيان؛ لكنّنا مع ذلك - وكما قلنا لك سلفاً - لازلنا نعتبرك أنت أكثر حبّاً لليبيا وأكثر حرصاً على قيادة سفينة التغيير فيها نحو بناء الدولة المدنيّة والعصريّة والمتحضّرة... وبناء عليه فإنّنا نقترح عليك القيام بالآتي من أجل إخراج هذا البلد من مصيرها المنتظر لو أنّها تركت تواجه مصيرها المحتوم والمفسدون ينهشون كل جزئيّة فيها ويعملون على تدمير كل ركن من أركان السيادة في ليبيا العزيزة:
- عليك الإعتراف سيّد الرئيس بأنّك منعزلاً عن الشعب الليبي ولا تجيد كيفيّة التواصل معه، ومن هنا فإنّنا ننصحك بالتواصل الفوري مع الشعب وذلك بأن تبدأ من الآن حملة لزيارة جميع مناطق ليبيا من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها تلتقي خلالها مع الآهالي،تستمع إلى مشاكلهم، وتتحدّث إليهم من القلب وللقلب.
- عليك الإعتراف بأن أداءك كرئيس لوزراء دولة هو بكل المعايير ضعيفاً وضعيفاً جدّاً ولا يليق بشخص مناضل ومدافع عن حقوق الإنسان مثلك، ومن هنا فإنّنا ننصحك بأن ترفع من نبرة صوتك وأن تظهر الشجاعة والوضوح في تصريحاتك، وبأن لا تخاف في قول كلمة الحق لومة لائم.
- عليك الإعتراف بأنّك لم تكن حاسماً ولم تظهر لنا ما يدل على تحمّلك للمسئوليّة، وعليه فإنّنا نطلب منك بأن تكون حاسماً وشجاعاً وقادراً على الرد السريع.
- يقال بأنّك تحيط نفسك ببطانة ضعيفة وقد تكون مصلحيّة تستشيرها عند الضرورة، وعليه فإنّنا ننصحك بأن تحيط نفسك بمستشارين وطنيّين نجباء ومثقّفين ليس لهم من هم غير مصلحة الوطن.
- لقد سرقوا منك قيادة الجيش فأضعفوك بذلك وسلبوك قوّة معنويّة قد تكون ذات شأن، وعليه فإنّنا ننصحك بأن تتعاون مع وزير الدفاع من أجل التقرّب من الجيش ورفع معنويّاته وذلك بالقيام بزيارات ميدانيّة لكل معسكرات الجيش وتجمّعاته في جميع أنحاء البلاد، فتلتقي بقطاعات الجيش المختلفة تستمع إليهم وتسمعهم طريقة تفكيرك ونطرتك للمستقبل حتى يحسّوا بوجودك وأهمّيتك فيستميتوا في الدفاع عنك حين تدعو الضرورة لذلك.
كان الله في عونك سيادة الرئيس وثق بأن الشعب الليبي يبحث عن قائد ليقوده نحو بناء الدولة القويّة وبإمكانك أن تكون أنت ذلك القائد لو أنّك فقط أشعرت هذا الشعب بأهليّتك لهذا الشرف. الشعب الليبي كلّه سوف يقف معك تلقائيّاً وبكل قوّة بمجرّد إحساسه بأنّك بالفعل من يقدر على قيادته والإنتصار لحريّته وكرامته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك