في رسالة صريحة كنت قد كتبتها للرئيس السوري بشّار الأسد في عام 2006... كان من ضمن ما ورد فيها الأتي:
النصيحه للرئيس الشاب بشّار الأسد بسيطه جدا ولاتحتاج الى الكثير من التنازل أو التضحيات.. أرفع القبضه الحديديه عن كاهل الشعب، وإسمح لكل متغرّب بأن يعود الى وطنه، ومكّن الشعب من أن يمارس حقّه السياسي بدون وصايه، وأدع الى إنتخابات حرّه ونزيهة مائة بالمائة، ودع غيرك ليحكم سوريا؛ فذلك وحده هو ما يربك كل مخططاتهم وينقذ سوريا من ويلاتهم؛ وثق سيّد الرئيس بأن إنقاذ سوريا هو إنقاذ لك ولأسرتك أيضا فلا تدع الوقت يضيع وكفّ عن مراقبة رأس الأفعى لأنّها تتحرّك بسرعه تفوق كل التصوّرات، ووالله سوف لن يوقف تحركّها إلا التحرّك الأسرع من تحركّها، وثق بأنّها رغم شراستها سهلة الإرتباك وإن إرتبكت يصبح إصطياد رأسها من المتاح.. فتنبّه سيد الرئيس، وثق بأن طريق الخلاص واضحه ولا تحتاج إلا الى شيئين مهمّين: الحنكه والشجاعه.
بقيّة الرسالة تجدونها على هذا الرابط: أضغط هنا للمزيد
وأعود في هذا العام (2013) لأكرّر القول لبشّار الأسد ما قلته له في عام 2006: المهم أن وضع القياده الحاكمه في سوريه وعلى رأسها الرئيس الشاب بشّار الأسد المقصود في شخصه حرج جدا، بل وأقولها بكل ثقه في طريقه الى النهاية القاسيه؛ ولكن هل هناك ما يمكن إنقاذه من أجل سوريه وأهل سوريه؟..
الإجابه.. نعم، بالإمكان وحتى في هذه اللحظات الأخيره بالإمكان عمل شيئا ما، وكل ما نحتاج اليه هو التفكير الجدّي، ونبذ الذات، وفوق كل ذلك إعتبار مصلحة الوطن وأمن المواطن من الأشياء التي يهون أمامها كل شئ، ويجب بأن نكون جادّين في كل هذا..... فالأفراد ينتهون، أما الوطن فباق الى ما شاء الله؛ ووطن بلا أهل خراب، وأهل بلا كرامه عبيد، وحاكم يحمي سلطانه غرباء هو إنسان بلا إراده.
نصيحتي إلى بشّار الأسد قبل فوات الآوان يمكن تلخيصها قي هذه النقاط:
1- أترك الحكم الآن ولا تنتظر لحظة واحدة.
2- لا تترك فراغاً في السلطة من بعدك حتى لا يستغلّه المتربّصون بسوريّا من أولئك الأكثر طغياناً منك، والأكثر ديكتاتوريّة منك، واللاهثين وراء السلطة كالمجانين.
3- إختر أكثر ضبّاط الجيش السوري وطنيّة ( وليس ولاء) ليقوم بعمل ما يشبه الإنقلاب العسكري على سلطتك فيستلم منك السلطة وينظّم شئون الجيش الذي يفرض الأحكام العرفيّة في البلاد.
4- يقوم الجيش بتشكيل حكومة إنقاذ وطنيّة تشمل جميع طوائف الشعب السوري بدون إستثناء وبدون محاباة بشرط ألّا تشمل أي من أقربائك أو من أفراد حاشيتك بما فيهم وزير دفاعك الحالي ورئيس أركان الجيش السوري في الوقت الحاضر.
5- إصدار حكم رئاسي بإخراج جميع السجناء السياسيّين من السجن وإصدار عفو كامل عنهم.
6- تذهب أنت وأسرتك إلى مكان آمن خارج سوريّا على ألّا تفكّر في العودة إلى سوريّا.
7- الأفضل بأن يتم إلغاء حزب البعث عن بكرة أبيه والسماح لكل الأحزاب السياسيّة الأخرى بحريّة العمل والنشاط السياسي.
8- إن كنت أنت أو أيّ من المقرّبين منك قد أصدر قراراً برمي السلاح الكيماوي فعليك أن تعترف بذلك وتعتذر لكل السوريّين عن ذلك مع وعد بتعويض كل من أصيب في ذلك وقرار فوري بإعدام أية أسلحة كيماويّة متبقيّة في أي مكان في سوريّا.
9- إصدار دستور مؤقّت يفتح الطريق لإنتخاب رئيس مؤقّت تكون مهمّته تشكيل لجنة وطنيّة لإعداد دستور لسوريّا يتم على ضوئه إنتخاب برلمان وطني يشمل جميع فئات وطوائف الشعب السوري.
10- إصدار لوحة زمنيّة للتغييرات الجذريّة في سوريّا تكون أقصى مدّة لها 12 شهراً غير قابلة للتجديد، ويلتزم الجيش علانيّة بإحترامها والعمل على تطبيقها بكل حذافيرها.
بذلك... وبذلك فقط يمكن إنقاذ سوريّا والحفاظ على جيشها وسلاحها وبنيتها التحتيّة، ويمكن أيضاً إحراج من يستعدّون الآن لدك سوريّا عن بكرة أبيها. لقد إستمعت هذا الصباح لرئيس أركان حرب الجيش الصهيوني السابق "رفائيل إيتان" في مقابلة له مع راديو 4 التابع للبي بي سي البريطانيّة: يجب تدمير كل شئ يتبع الجيش السوري... كل شئ مهما كان صغيراً وفي أي مكان في سوريا.
هذا الكلام المعلن يدل دلالة أكيدة على أن "إسرائيل" هي المستفيد الأوّل والأخير من الحملة العسكريّة الأمريكيّة على سوريا والتي سوف تدمّر سوريا عن بكرة أبيها.
إن الذين يتوقّعون بأن هذه الضربة سوف تكون محدودة ومقتصرة على نظام بشّار الأسد هم واهمون وأعتقد بأنّهم لا يفقهون كثيراً في السياسة. تدمير نظام الأسد في سوريّا في الظروف الحاليّة سوف يحوّل سوريّا إلى ساحة للصراع العرقي والطائفي الذي سوف يكون لتنظيم القاعدة وتجّار الدين الإسلامي المتشدّدين اليد الطولى فيه، وهؤلاء كما نعرف بمجرّد إنتصارهم على نظام بشّار الأسد سوف يبدأون في التقاتل فيما بينهم وسوف لن يكون هناك منتصراً بينهم على الإطلاق.
رجائي من السيّد بشّار الأسد وكل عقلاء سوريّا بأن يتنازلوا عن رغباتهم الشخصيّة من أجل سوريّا، فالذي يعد لسوريّا الآن سوف يقضي على كل شئ في هذا البلد بما في ذلك رغباتهم الشخصيّة ومطامحهم وكل أحلامهم.... فهل يوجد في سوريّا من يستطيع أن يفكّر ويحسب ويتدبّر؟. أمريكا سوف تنتصر وسوريا سوف تهزم وتدمّر فرجائي رجائي فوّتوا عليهم هذه الفرصة، وتأكّدوا بأنّه مازال بالإمكان تفادي هذه الضربة إن عرف السوريّون كيف يعلبون اللعبة السياسيّة بكل ذكاء وفي الوقت القليل المتبقّي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك