حينما نسمح للعقول الليبيّة بأن تفكّر وتبني وتساهم؛ فإنّنا بذلك نقدر على بناء وطن. الوطن لا يمكن أن يبنيه من يفكّر في سرقته، ولا من يصرّ على ديمومة حكمه. الوطن يبنيه من يحبّه ومن يغار عليه.... ومن يقدر على المساهمة فيه.
أنا شخصيّاً تعتبر ليبيا هي بلدي، وهي تعيش في قلبي وتتعاظم في تفكيري. من يب بلده ويحلم لها بمستقبل أفضل؛ يتوجّب عليه التفكير في المساهمة في بنائها بما يستطيع وبما يقدر.
من وحي ذلك الإحساس، ومن أجل أن نحوّل الأحلام إلى واقع، خطرت لي فكرة ربما عن طريقها وبها يمكننا البداية. إن أردت أن تنتقل من هنا إلى هناك؛ فعليك أن تبدأ الخطوة الأولى، ومن بعدها فسوف ترى خطوات تلحقها... وبذلك تبدأ رحلة بناء الدولة.
الفكرة التي أطرحها هنا للنقاش يمكن تلخيصها في النقاط الآتية:
1- قطعة أرض مساحتها نصف هكتار (5,000 متر مربّع) ثمنها قد لا يزيد عن 2 مليون دينار ليبي (450,000 جنيه إسترليني).
2- يتم شراء هذه القطعة في طريق المطار، أو تاجوراء، أو جنزور- الغيران.
3- تبنى عليها عيادة من طابقين مع طابق تحت أرضي.
4- يشتمل الطابق الأرضي على 10 عيادات بلوازمها، وطابقها الأوّل من عشرة حجرات مجهّزة لإستقبال نزلاء من المرضى الذين يحتاجون إلى إيواء داخلي لمدد تتراوح بين 3 - 7 أيّام.
5- الطابق تحت الأرضي يكون بمثابة محطّة لسيّارت العاملين بالعيادة، وصيدليّة، ومعمل تحاليل أساسي، وحجرة للأشعة السينيّة.
6- يتم تسوير العقار بحائط من جميع الجهات بهدف الحماية من ناحية والخصوصيّة من ناحية أخرى.
7- تعتمد المصحّة على أرقى المستويات العلاجيّة من حيث المعاملة والتنظيم والمواعيد الثابتة للمرضى والإهتمام بالمريض وبمرافقيه.
8- تكون معاملة النزلاء مهنيّة وشفّافة وإنسانيّة قبل أن تكون ماديّة، مع الأخذ في الإعتبار أن كل من يتطلّب علاجه البقاء في المستشفي لأكثر من إسبوع يتم التنسيق لتحويله لمستشفيات الصحة مع متابعة علاجه من قبل الطبيب المختص في المصحّة.
9- يكون التعامل بين الأطباء العاملين في المصحّة أخوي ومهني وتعاوني مكمّل ومتكامل.
10- تتعهّد المصحة من خلال إختصاصيّها بالمساهمة في تعليم الأطباء حديثي التخرّج والممرضات وخدمات التشخيص.
11- جميع التحاليل التشحيصيّة الأخرى يتم شراءها من مصادرها (خصوصي أو عمومي) مع إختيار الجهات الموثوق في مهنيّتها لتكون جهات إعتباريّة تتعامل مع المصحّة وفق إتفاق ثنائي أو متعدّد حسب العرض والطلب.
كيف يمكن الصرف على هذا المشروع
هذا المشروع يعتبر مستقلّاً بالكامل عن الحكومة ويتم الصرف عليه من خلال أعضائه وذلك بإعتماد مبدأ "الإستثمار الجماعي" من خلال تقسيم الكلفة إلى أسهم يمكن لكل طبيب أو فنّي مشارك أن يشتري ما يستطيع من أسهم في كلفة المشروع الإجماليّة بحيث توزّع الأرباح بكل شفافيّة ومهنيّة على عدد الأسهم المملوكة لكل شخص، وتحدّد جهة تقوم بتلك المهام وتخضع للمحاسبة والمراقبة والتقييم الدوري.
كذلك فإن الأسهم من الممكن أن تطرح للبيع للجمهور وأصحاب رؤوس الأموال في البلد والشركات التي ترغب في الإستثمار.
مستقبل المشروع
هذا المشروع يقصد منه التمدّد والإنتشار في كل ربوع الوطن وذلك بالإنشاء التدريجي لمصحّات نموذجيّة في كل أنحاء ليبيا بدءاً ببنغازي ثم سبها ثم غريان ثم بني وليد وهكذا حسب توفّر الدعم المالي (أرباح ووجود مساهمين جدد)، وكذلك الرغبة من قبل أطباء كل منطقة بحيث أن جميع هذه المصحّات تخضع لنظام عمل موحّد من حيث المهنيّة والإدارة الناجحة والحفاظ على القيم العليا في التعامل بين المهنيّين من ناحية وبينهم وبين المرضى من ناحية أخرى.
تتحول هذه المصحّات إلى علامة مميّزة في المستقبل تكون لها مراسمها وطقوسها وتعاملاتها الراقية الخاصة بها بحيث تعمل على أن تكون مثالاً جيّداً للخدمات الصحيّة الراقية وكذلك مثالاً للتعامل المهني التعاوني والتكاملي.
هذا هو ملخّص صغير للمشروع والمزيد من التفاصيل يمكن مناقشة الكاتب مباشرة حولها لمن يجد في الفكرة ما يثير إهتمامه. المشروع يمكن أن يتحقّق في فترة زمنيّة قد لا تتعدّى 6 أشهر بعد الإتفاق، وقد تكون أوّل مصحّة نموذجيّة جاهزة للعمل وإستقبال المرضي قبل الربيع القادم إن وجدت الفكرة متحمّسين لها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك