أوّلاً... وقبل كل شئ أود أن أقدّم تحيّة وتقدير للمبدع نبيل الحاج على ثقافته ودماثة خلقه وحسن إدارته لهذا اللقاء.
بالنسبة للمقابلة، أنا خرجت بالملاحظات الآتية:
1- عن الديموقراطيّة قال الشيخ الغرياني: الديموقراطيّة بشكلها الحالي هي ليست الديموقراطيّة التي ننادي بها. نحن نطالب بالشورى.
2- عن الدكتور محمود جبريل قال الشيخ الغرياني: الناس غرّرت في محمود جبريل، وبعد أن إنتخبوه إكتشفوا بأنّه ليس كما كانوا يعتقدون. قال: نجاح محمود جبريل في الإنتخابات "لا يمثّل الديموقراطيّة الحقيقيّة".
3- قال أيضاً قي سؤال عن "فتحه الحرب على جبريل": أنا ما فتحت الحرب عليه إلاّ بعد أن "أتّصل بي الناس وقالوا لي بصفتك مفتي البلاد كيف تسمح بإنتخاب هذا".
4- أيضاً عن الدكتور محمود جبريل قال المفتي: وجدت في التحالف الوطني عبارة تقول "الشعب سيّد الجميع" فإعتبرت ذلك تعدّياً على حدود الله، وإعتبرت بأن التحالف الوطني " لا يمثّل الشريعة الإسلاميّة في شئ".
5- عن تطبيق الشريعة قال الشيخ الغرياني: الدولة لها إمكانيّات وعليها فصل الأولاد عن البنات في المدارس في المرحلة الإبتدائيّة.
6- قال الشيخ الغرياني في جوابه لسؤال عن محاربته للدكتور محمود جبريل: أنا لم أتكلّم ضدّه قبل الإنتخابات، وإنّما تكلّمت فقط بعد أن "آتاني الناس وقالوا لي كيف تسمح وأنت المفتي بهذا الرجل ينجح في الإنتخابات" وحدث ذلك بعد الإنتخابات. في هذه الجزئيّة كذب المفتي كذبة نكراء، وأقسم بأنّه كذب. الشيخ الصادق الغرياني خرج في الليلة السابقة للإنتخابات وحثّ الناس على "عدم إنتخاب محمود جبريل" ونعته بكثير من النعوت الغير سليمة وحديثه مسجّل.
7- حين سئل عن التسميات الدينيّة مثل السلفيّة والإخوان المسلمون قال الشيخ الصادق الغرياني: أنا ضد هذه التسميات وهذه التقسيمات في الدين... وفي هذه أظنّه كان قد قال كلمة حق وفي محلّها.
8- وعن المرأة وحقّها في الحكم قال الشيخ الغرياني: المرأة ليس هناك في الشرع ما يمنعها من تولّي الوظائف، ولكن "لاحق لها بأن تكون رئيسة دولة أو رئيسة حكومة" وقال بأن ذلك وارد في الدين بكل وضوح ولا خلاف عليه وهو يعني هنا حديثاً نسب إلى الرسول يقول: لا خير في قوم ولّوا شئون أمرهم إمرأة. لم يشر الشيخ إلى أي دليل من القرآن، وهنا قال بأن الرسول "منزّه" لكنّه بالطبع لم يحدّثنا عن إمكانيّة تنسيب هذا الحديث ظلماً للرسول وربّما لم يقله رسول الله على الإطلاق.
9- وحين سئل عن تلك الفتاة الليبيّة التي أغتصبت في المستشفى بدون أن يصدر فتوى بشأنها قال: "أنا لا أفتي في قضايا فرديّة" وقال أيضاً: قد ألوم الشخص الذي عملها، لكنّني ألوم الدولة.
10- زوّغ الشيخ كثيراً حين سئل عن فتوته بعدم جواز زواج الليبيّة من أجنبي... وبصدق لبّخ الشيخ كثيراً في هذا الموضوع وأبدى إنحيازه الكامل للرجل على إعتبار أن الرجل من حقّه "التطليق" كما قال الشيخ الغرياني.
11- حين سئل عن مظاهرة إنقاذ بنغازي...زوّغ بشكل كبير وواضح وبيّن بأنّه لم يطلع إلاّ على رسالة بسيطة من مجلس بنغازي المحلّي يخبره فيها بأن من أهداف المظاهرة القتل والتخريب وإفساد النظام.
12- حين سئل عن "قانون العزل السياسي" ودعوته للخروج قال: حين يتعلّق الأمر بكل الناس فإنّني أصدر الفتوى للناس بالخروج معه... وقال: قانون العزل السياسي هو ما سوف يخلّصنا من هذا الذي نعاني منه الآن.
13- حين سئل عن إغتيال اللواء عبد الفتّاح يونس زوّغ الشيخ بكل جلاء ووضوح.
14- حين سئل عن مظاهرة الزاوية المقرّرة ليوم الغد: تهرّب الشيخ الغرياني من إبداء رأيه الصريح بشأنها ورفض إصدار دعوة لتأييدها... وفي الواقع بدا عليه التبرّم ولم يعجبه هذا السؤال.
15- حول وظيفته وما إذا كانت مدى الحياة أجاب: حين أجد نفسي أناصر الحق فإنّني أبقى، وإذا وجدت نفسي لا أقدر بأن أنصر الحق فإنّني لن أبقى.
هذه هي بعض النقاط التي رأيتها ذات أهميّة، لكنّني بكل صدق أحسست بأن هذا المفتي كذب كثيراً وزوّغ كثيراً ولم يكن صريحاً في إجاباته. أحسست بأن هذا المفتي هو بكل تأكيد ينتمي إلى جماعة معيّنة ويعارض الكثير من الأطراف التي لا تشملها هذه الجماعة.
وختاماً... أنا أتحدّى الشيخ الصادق الغرياني أن يطرح نفسه لإستفتاء الليبيّين والليبيّات حول بقائه أو ذهابه، لأنّه لو فعل ذلك لما بقى يوماً واحداً في وظيفته كمفتي لأنّه لا يمثّل إلاّ أقليّة بسيطة جدّاً من الشعب الليبي قد لا تتجاوز ال10%..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك