الدستور هو المنوال الذي تسير عليه الدول وهو المرجع لكل السلطات في الأنظمة الديموقراطيّة. وبإعتبار أن الدستور يهم كل قطاعات الشعب، وهو حامي مستقبل الأجيال القادمة، فإن أهميّة مشاركة جميع أفراد وفئات وطوائف الشعب في مناقشة وسن مواد الدستور تعتبر أهم ركن في تأسيس الدستور وصياغة مواده وفصوله.
إنطلاقاً من هذا التصوّر فإنّني قمت بالإتّصال بالدكتور هاني بن عامر - صاحب الأفكار النيّرة والعمليّة - الليلة البارحة وذلك بأن أرسلت له هذه الرسالة:
أخي هاني.. السلام عليكم
الفكرة جيّدة وكنت أنا سأشرع فيها لكنّك سبقتني عليها !.... ربّما هو توارد الأفكار !.
الدستور الليبي: بكل تأكيد علينا أن نبدأ ومنذ هذه اللحظة مناقشة مسوّدة الدستور الليبي، والفكرة التي كانت في خيالي كان محورها إعادة كتابة دستور 1951 مادة مادة مع إجراء التعديلات اللازمة حسب مقتضيات العصر.
سوف أناقشك في الفكرة لكنّها ستظل فكرتك ولتبقى أنت من يشرف عليها على صفحة الفيسبوك.
تحيّاتي\ محمد
رد عليّ الدكتور هاني بالآتي:
Salamat. I will be more than happy if you wish to take it over. Your Arabic and your previous writing will give the idea better chance to succeed. Please start from tonight and I will write in the FB to let the people know.
وبينما كنت أكتب ردّاً للدكتور هاني بن عامر خطرت ببالي فكرة أن أعمّم هذا الكلام على جميع أعضاء "صنّاع الرأي" حتى يكون الجميع على بيّنة، وحتى نتناقش في هذه الفكرة وهل نحن بالفعل مستعدّين للخوض في موضوع الدستور أم لا.
هذا هو مشروع رسالتي للدكتور هاني بن عامر والتي قرّرت نشرها هنا بدل إرسالها له شخصيّاً، بحيث يكون الإهتمام جماعيّاً والفائدة أعم.
أخي هاني...
بكل تأكيد أنا لست مهتمّاً بمن يستلم هذا الملف بقدر إهتمامي بموضوع الدستور وفكرة إشراك العقول الليبيّة بمناقشة بنوده لسببين:
1- حتى نبرهن على أنّنا مشغولين بقضايا مهمّة تخص مستقبل بلادنا.
2- حتى نثري النقاش ونجذب تفكير بفيّة الليبيّين والليبيّات لموضوع الدستور وأهميّة هذه المساهمة بالنسبة لنا جميعاً.
الفكرة كما كنت أخطط لها يمكن تلخيصها بالآتي:
1. أن يتم طرح جميع مواد الدستور بدءاً بالمادة الأولى للنقاش.
2. تطرح كل مادّة لمدة 24 ساعة فإن تم تمريرها بدون تعديل يتم تحويلها إلى مشروع
مادة في الدستور الليبي الجديد بحيث يفرد لذلك جرءً مستقلّاً على الفيسبوك تنسج من
خلاله كل مواد الدستور الجديد المقترح من طرفنا حتى إكتماله.
3. المواد التي يحدث حولها نقاش تعطى لها مدة أطول، ويتم في النهاية تلخيص
الملاحظات بحيث يتم تعديل تلك المادة أو إلغائها حسب أغلبيّة رأي المشاركين.
4. بعد إكتمال مسوّدة الدستور نقوم بإرسال نسخة منها للجنة التأسيسيّة التي سوف
يعيّنها المجلس الوطني أو ينتخبها الشعب حسب الإتفاق.
وسوف نستعرض الدستور القديم مادة مادة ونحذف ونعدّل مالا يناسبنا. أعتقد أنّه من
الأسهل علينا وحفاظاً على الوقت أن ننطلق من صياغة جاهزة فالتعديل سوف يكون سهلاً
جدّاً علينا جميعاً فنحن لسنا خبراء في صياغة الدساتير وعلينا أن نعترف بذلك.
سوف نتناقش في شكل
الدولة ونظام الحكم وإسم الدولة ولغتها ودينها وبقيّة مواد الدستور ونحن نعزم على
إصدار دستور جديد
بالكامل، لكنّنا ربما من الأفضل أن نبدأ بنموذج Template ثمّ نطوّره.
بالكامل، لكنّنا ربما من الأفضل أن نبدأ بنموذج Template ثمّ نطوّره.
دستورنا الذي سنصيغه سوف
يكون من النوع الممتاز بإذن الله، ومن يدري فقد نتمكّن من تقديم شئ لبلادنا يمكن إعتباره ذا قيمة.
سوف نبدأ في طرح مواد
الدستور إعتباراً من مساء الغد إن شاء على صفحة "صنّاع الرأي" على الفيسبوك على هذا الرابط:
لمجرد أخذ الأراء والإقتراحات حول مواد أو فصول دستور عام 1951 والنسخة المعدّلة لعام 1963.
ثم نبدأ في مناقشة مشروع الدستور الجديد بحيث تصبح مادة ثابتة مع أنّها سوف تعرض لتبادل الأراء حولها وهي مادة
رئيسيّة
معتمدة للمزيد من المشاركة الشعبيّة وربما أيضاً من أجل بعث الحماس الوطني
لمشروع الدستور الذي يجب أن يشارك فيه كل الليبيّين والليبيّات.
مشروع دستورنا هذا يجب أن
يكون جاهزاً قبل تشكيل أو إنتخاب لجنة الدستور الوطنيّة، حتى يكون بمثابة مسودّة لمشروع
دستور وطني قد تستفيد منه لجنة تأسيس الدستور هذه.
هذا المشروع بسيط وخالي من
العقد والتعقيدات. المواضيع المتعلّقة بالدستور الليبي وكم من الوقت يلزم لنقاشها،
وكيف يمكن للشعب أن يصوّت عليها ويعدّلها... تلك بكل تأكيد تهم لجنة صياغة الدستور
الوطنية (لجنة الستّين) ولا تهمّنا نحن هنا. نحن متطوّعون نطرح أفكارنا على غيرنا
فعلّها تكون مفيدة للجميع من أجل خير وصلاح بلادنا.
هناك بالطبع أهدافاً أخرى لفكرة طرح دستور ليبيا القديم للنقاش والتعديل، فبالإضافة للخروج بمشروع دستور معدّل ومطوّر بما يتماشى مع المرحلة الحاليّة، فإن الفكرة في حد ذاتها قد تعتبر محاولة لتعويد أنفسنا على الحوار الهادف والهادئ، وكذلك يمكن الإستفادة من مثل هذا النقاش في تثقيف أنفسنا، والتعوّد على الحوار والنقاش الموضوعي.. أعتقد
بأن هذا المشروع فيه الكثير من الفوائد بالنسبة لنا ... فمنه سوف نتعلّم، وبه سوف ربّما نفتح الطريق للمضي قدماً بإذن الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك