وتسمّى أيضاً "السكتة المخيّة"، وهي علامات
تنتج عن خلل حاد ومفاجئ في الدورة الدموية الدماغية من بينها:
1- الدوخان أو فقدان الوعي
2- التلعثم أو عدم المقدرة على الكلام.
3- فقدام بصر نصفي
4- ربّما صعوبة في البلع
5- ضعف نصفي في عضلات الوجه
6- صعف نصفي في الذراع والرجل
7- صعوبة في الوقوف أو المشي نتيجة للضعف أو فقدان
التوازن.
من أجل معرفة الأنواع المختلفة لحوادث الدورة الدماغية
علينا أن نتعرّف على الدورة الدموية، وكذلك على تركيبة المخ ولو بشكل مبسّط جدّاً.
الدورة الدموية
الدورة الدمويّة تبدأ من داخل القلب (من البطين الأيسر)
الذي يضخّ الدم إلى الشريان الأورطي( الأبهر):
ومن الشريان الأورطي يتوزّع الدم المؤكسج على جميع خلايا
الجسم ليمدّها بالأوكسجين والغذاء. يستخدم الأوكسجين والغذاء في تخليق الطاقة من
خلال عمليّات التمثيل الغذائي (الأيض) بحيث تنتج هذه العملية الكثير من الطاقة
والماء وثاني أوكسيد الكربون، وبعض الغازات والعوادم الأخرى كاليوريا التي يتم
التخلّص منها عن طريق الكلى.
يتم التخلّص من ثاني أوكسيد الكربون حين تسرّبه إلى
الشعيرات الوريديّة التي تدفعه إلى الأوردة الدمويّة والتي بدورها تتجمّع في أوردة
أكبر(مثل روافد النهر التي تكوّن النهر والذي يصب في نهاية المطاف في البحر) أحدها
الوريد الأجوف العلوي الذي يعيد الدم من الدماغ والأطراف العليا إلى الأذين الأيمن
في القلب. بقيّة الدم الوريدي الغير مؤكسج يعود من الأطراف السفلى والأحشاء إلى
الوريد الأجوف السفلي ومن هناك في فتحة منفصلة إلى الأذين الأيمن، ومنه إلى البطين
الأيمن، ومن هناك يتم دفع الدم الغير مؤكسج إلى الرئتين بواسطة عضلة القلب من خلال
الشريان الرئوي الذي ينقسم إلى فرعين يتّجه كل واحد منهما إلى رئة حيث يتخلّى الدم
عن ثاني أكسيد الكربون ويتحمّل من هناك بالأكسجين ليعيد الدورة من جديد.
يخرج الأورطي من البطين الأيسر ليكوّن الأورطى الصاعد،
ثم القوس الأورطي، ثم بعد ذلك تنطلق الشرايين المتّجهة إلى المخ كالآتي:
1- الشريانان السباتيّان العموميان، واللذان ينقسم كل
منهما إلى الشريانان السباتيّان الداخلي والخارجي على كل جانب، ومن هناك يدخل كل
من الشريان السباتي الداخلي الأيمن والأيسر إلى الدماغ من خلال فتحة في قاع
الجمجمة كل في جانبه، ومن ثمّ يشكّلان مع الشريان القاعدي "دائرة ويليس"
التي تغذّي الدماغ بالدم اللازم.
2- الشريانان الفقاريان: وكل منهما ينشق عن شريان تحت
الترقوة من جهته ( يمنى أو يسرى) الذي يخرج من الشريان الأورطي. يتجه بعد ذلك
شريان تحت ترقيوي إلى أعلى في مؤخّرة العنق ليدخل كل منهما إلى قاع الجمجمة من
الخلف وهناك يتحدان مع بعض ليكوّنا الشريان القاعدي الذي بدوره يواصل صعوده إلى
الدماغ حيث يلتقي مع إمتداد الشريان المخّي الخلفي على كل جانب ويكوّن مع بقيّة
فروع الشريان السباتي الداخلي دائرة ويليس المشار إليها إعلاه.
تلك هي
نبذه مصغّرة جدّا عن الدورة الدمويّة المخيّة وكيفية تنشأتها. ومن أجل فهم ماذا
يحدث في حالة "حادثة الدورة الدماغيّة" علينا التعرّف في إيجاز تام عن
الدماغ نفسه:
يتكوّن
الدماغ من أربعة فصوص على كل جانب وهي:
1- الفصّ
الأمامي
2- الفص
الصدغي
3- الفص
الجداري
4- الفص
الفقوي (القحفي)
أنواع
الحوادث الوعادمويّة الدماغيّة
قبل الحديث
عن أنواع الأحداث الدمويّة الدماغيّة أود أن أنوّه إلى حادثة متكرّرة كثيرا ما
تسبق الحادثة الدماغيّة الحادة والتي تسمّى "الوعكة الإحتباسيّة
العابرة" وهي حسب تعريفها تعتبر حدثاً مخيّاً عابراً من الوعكة المخيّة
لكنّها تتعافى بالكامل خلال 24 ساعة من لحظة حدوثها. هذه الوعكة في الغالب لا تترك
وراءها أية أثار، لكنّها بكل تأكيد تعتبر - ويجب أن ينظر إليها على أنّها – إشارة
ضوئيّة حمراء يجب التوقّف عندها والإهتمام بها لأنّها كثيرا ما تؤدّي إلى الجلطة
الدماغيّة الحادة أو ما يعرف ب"الشلل النصفي".
يمكن تقسيم
الحوادث الوعادمويّة الدماغيّة إلى 3 أنواع رئيسيّة:
1- الجلطة
الوعادمويّة الدماغيّة: وهي تعادل حوالي 70% من الحوادث الوعادمويّة الدماغيّة
الكليّة. هذه الحادثة غالباً ما تترك وراءها شللاً نصفيّاً مستداماً.
2- النزيف
الوعادموي الدماغي الحاد: وهو يعادل حوالي 20% من الحوادث الوعادمويّة المخيّة الكليّة،
ونسبة الوفاة فيها كبيرة.
3- النزيف
المخّي تحت العنكبوتي: وهو ربّما يعتبر من أخطر الحالات الثلاث، وكثيراً ما يؤدّي
إلى الوفاة (اكثر من 35% نسبة الوفيّات في المراكز المتقدّمة العالميّة).
العلاج
المتاح لكل من الحالات الثلاث
1) الجلطة
الوعادمويّة المخيّة: في المراكز المتقدّمة من العالم يمكن تذويب الجلطة فور
حدوثها ( في خلال 6 ساعات من حدوثها) وذلك بحقن المريض بمهشّمات الجلطة مثل:
.Alteplase,
reteplase, streptokinase or tenecteplase
وهي تعتبر فعّالة جداً إذا حقن بها المريض في الساعات الستة الأولى
بعد حدوث الأعراض، وكلّما كان الحقن قريباً من لحظة حدوث الأعراض كلّما كانت
النتائج أحسن.
بعد ذلك يبدأ العلاج الطبيعي وهو يعتبر من الآركان الرئيسيّة
للعلاج في هذه الحالات، وكذلك يعطى المريض وقائيّات من تكرار الجلطة مثل الأسبرين،
والستاتينس، والبيريندوبريل( أو أي علاجات أخرى لضغط الدم)، كما يجب البحث عن مصدر
الجلطة من خلال صور صوتية ملوّنة للشريان السباتي والشرايين المخيّة، وكذلك صور
بترددات الصدى لحجرات وصمّامات القلب.
2) نزيف المخ الوعاء دموي: بطبيعة الحال بمجرّد حدوث النزيف يصبح من
الصعب العلاج، ولكن يمكن مراقبة ضغط الدم والحفاظ عليه تحت السيطرة لمنع حدوث نزيف
مستقبلي. كما يمكن البحث عن أسباب النزيف وعلاجها لمنع تكراره. يبقى العلاج
الطبيعي هو العلاج الوحيد المتوفّر لمثل هذه الحالات لتقليل العجز المستقبلي.
3) نزيف ما تحت المادة العنكبونيّة: بمجرّد حدوث النزيف يصبح العلاج
صعباً إلاّ في بعض الحالات التي قد تتطلّب تدخّلاً جراحيّاً لإنتقاذ المريض من
الموت المحقق، وكذلك البحث العميق والجدّي عن أية إنتفاخات في الشرايين في داخل
المخ بهدف قفلها أو ربطها لمنع تكرار النزيف في المستقبل. العلاج الطبيعي يظل من
أهم التدخّلات في مثل هذه الحالات أيضاً بمجرّد إستقرار حالة المريض، وبمجرّد
التيقّن بعدم وجود إنتفاخات شريانيّة.
وختاماً... هذا الموضوع كبير ومتعمّق ولا يمكن تغطيته بمقال سريع؛
لكنّني سوف أضيف إليه في المستقبل بإذن الله حين أكتب سلسلة { وفي أنفسكم أفلا
تبصرون} والتي سوف تنشر في "ليبيا موطني" خلال هذه السنة.
بارك الله فيكم وكثر من امثالكم
ردحذف