تحيّة لقناة ليبيا الأحرار الفضائيّة
أود في البداية أن أتقدم بخالص شكري وعرفاني لهذه المحطة التي أشرق نورها من بين غياهب الظلام في وقت كنا فيه في أمس الحاجة لما من شأنه أن يرفع معنوياتنا، ويعطينا الدفع من أجل فرض إرادتنا في الشارع الذي كانت ملكيته، والسيطرة عليه تقع بالكامل في أيدي غيرنا..... في أيدي من يكرهنا، ويحتقرنا، ويحقد علينا.
أنا أتذكر أوّل أيام ثورة 17 فبراير حين كانت أيدينا على قلوبنا، وأيدي ثورانا على الزناد. تلك الأيام حين كان الفرد منا يحس بإنقباض رهيب؛ بل وبإحتباس الأنفاس. في تلك الأثناء كنا كليبيين نبحث عن أي صوت يدعمنا، عن أي كلمة تقال في حقنا، عن من بإمكانه أن يسمع صوتنا..... ومن بين الركام، ومن متاهات الظلام المخيف، ومن خلال ذلك النفق المظلم الذي لم نكن حينها نرى ومضات فجر الحرية في نهايته...... في تلك اللحظات الكئيبة، وفي تلك الظروف الرهيبة وصل إلى أسماعنا صوت الحق مجلجلا من خلال قناة "ليبيا الأحرار"، ومن أوّل وهلة إلتصقنا بالشاشة شاخصين عيوننا في عمقها علّنا نقدر على مصافحة أولئك الشباب الذين كانوا يتحدّثون بصوتنا، يعبّرون عن آحاسيسنا ومشاعرنا، ويحسّون بألامنا ومعاناتنا. كان وقع صوت "ليبيا الأحرار" الآتي من هناك من قطر بالنسبة لنا من يهمّهم تراب الوطن، ومن تحزنهم عذابات الليبيين... كان ذلك الصوت وبدون أية مبالغة ك "يدّ إمتدت لغريق".
نعم.... بدأنا بعدها نحسّ ببعض التذمّر، وبدأنا نحسّ ببعض الحسرة، وبدأ بالفعل ينتابنا شعوراً بأن قناتنا لم تكن في مستوى الحلم؛ لكننا صبرنا عليها فأعطت، وتواصلنا معها فإستجابت، ونظرناها فلم تخيّب آمالنا.
بدأت "ليبيا الأحرار" تستجيب لمشاهديها، وتحوّلت بسرعة إلى قناة يوجّه دفة إتجاهها من يستمع إليها ويتواصل معها. أصبحت قناة "ليبيا الأحرار" ملكا لأهلها أبناء وبنات ليبيا، وبدأت بالفعل تدخل كل بيت في ليبيانا الحبيبة.
لا أحد ينكر إيقونة القناة الدكتور محمود عبد العزيزالورفلّي في برنامجه الساحر "بالليبي" بحيث تمكّن الدكتور الورفلّي بأسرع ما يمكن من مقارعة ترهات التافه "شاكير"، وسرعان ما دحض برنامج "بالليبي" كل آكاذيب ذلك الزنديق وحدث كل ذلك بطريقة غير مباشرة.. كان ذلك ربما هو سر نجاح برنامج "بالليبي".
كان أيضا برنامج "عين على العاصمة"، وبرنامج "حديث للوطن"، برنامج "إيّاك نعبد"، برنامج "ليبيا أون لاين"، برنامج "ليبيا اليوم"، برنامج "ليبيا مباشر"، وغيرها من البرامج الناجحة.
تحيّة لكل من ساهم في إنشاء هذه القناة وخاصّة الإنسان الليبي الواقعي؛ الذي يؤمن بالفعل قبل القول الأستاذ محمود شمّام، وتذكرة من القلوب لشهيد الكلمة الأستاذ المناضل محمّد نبّوس مؤسس قناة ليبيا الأحرار.
بالنسبة للسؤال المتعلّق ب "ماذا بعد"؛ أقول... على قناة ليبيا الأحرار أن تستمر كقناة حرّة لاتخضع لأي جهة حكومية، وأن يتم الإنفاق عليها من خلال الدعايات التجارية، ومساهمة الليبيين الأحرار الذين يؤمنون برسالتها. أنا شخصيّا أرى بأن قناة "ليبيا الأحرار" يجب أن تتحوّل إلى طرابلس، وبأن تكون لها فروعا في كل من بنغازي، سرت، الزنتان، وفي سبها على الأقل.
الشعب الليبي يريد محطة فضائية حرّة لاتخضع لسلطة أو نفوذ أية جهة حكومية، وأن لا يتم الصرف عليها من أية جهة إحتكارية، وعلى الليبيين أن يدبّروا لها ميزانيتها، وأن يتكفّلوا بمصاريفها من خلال آليّة يتم الإتفاق عليها.. وهناك الكثير من الأفكار في هذا الإتجاه.
أظنّ بأن عموم الشعب الليبي كان قد وصل إلى قناعة مفادها إن الإهتمام بشئون الغير خارج بلادنا هو ليس من مسئوليتنا، والذي يهمّنا كليبيين هو شئون بلادنا، ورفاهيّة شعبنا ؛ ولذلك فإن التفكير في الإبقاء على هذه المحطّة كقناة عربيّة دوليّة في الخارج من وجهة نظري هو غير مجد، وغير قابل للإستمرارية، وسوف لن يخدم أي هدف ذا قيمة تذكر. علينا أن نستفيد من مصير قناة سيف القذّافي "المتوسّط" التي لم تعرف لنفسها قرارا، ولم تتمكّن من رسم هويّة لها.
وفقكم الله إلى ما فيه مصلحة بلادنا، وخير ورفاهية شعبنا الذي تعذّب كثيرا؛ وهو يبحث الآن عن مكان له تحت الشمس بين شعوب العالم ومعها بدل بقائه في الركن المعادي للحريّة كما كان الحال في عهد الطاغية المريض معمر القذّافي لعنة الله عليه إلى يوم البعث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك