نشرت صحيفة الحياة اللندنيّة خبراً بعنوان: الثوار مهتمون بحقائب الأمن في حكومة الكيب وذلك يوم الاربعاء 09 نوفمبر2011 يقول:
في وقت يواصل رئيس الوزراء الليبي المعيّن عبدالرحيم الكيب مشاوراته لتشكيل حكومته الانتقالية الأولى بعد انتهاء حكم العقيد معمر القذافي، يبدو الثوار الذين قادوا القتال ضد قوات النظام السابق، مصممين على الإمساك بحقائب الأمن في الحكم الجديد. وتقول مصادر مطلعة إن الثوار يريدون تحديداً أن تكون لهم كلمة في الشخصيتين اللتين ستُسند إليهما حقيبتا الدفاع والداخلية.
التعليق
من البديهي، ومن الطبيعي أن يقدّر الليبيّون تضحيات أبناءهم، وأن يوفوهم أجورهم كما ينبغي. نحن هنا نتحدّث عن ثوّار 17 فبراير المغاوير الذين تركوا أعمالهم، وترك الكثيرون منهم دراساتهم من أجل القضاء على نظام حكم الطاغية القذّافي المتخلّف.
ثوّار من أمثال هؤلاء لايمكنهم أبدأ الوقوف في طوابير الباحثين عن حقائب وزاريّة، ولن يكونوا أبداً من اللاهثين وراء سلطة؛ لأنهم وبكل بساطة عندما تركوا حياة الرفاهيّة والأمان في أوروبا وفي أمريكا الشمالية لم يكن في أذهانهم حينها غير هدف واحد وهو الإنتصار لحريّة الشعب الليبي، وكان الله في عونهم بأن تمكنوا من تحقيق هذا الهدف النبيل.
الآن وقد تحقق الهدف، وإنتصر الليبيون لحريتهم لم يعد أمام ثوّارليبيا الحقيقيّون غير العودة إلى أعمالهم، وإلى تكملة دراساتهم من أجل بناء مستقبلهم الذي هو مستقبل ليبيا الحبيبة.
يهدف الليبيّون الآن وبكل مثابرة إلى الإنتقال من الثورة إلى الدولة؛ وهذا سوف لن يتأتّى إلا إذا كنّا قادرين كليبيين مجتمعين على ترك السياسة للساسة، وتسليم أمورنا لصناديق الإقتراع الحر النزيهة التي هي وحدها من سوف يفرز الأحسن لحكم البلد، والتناوب على السلطة فيه وفق أسس ديموقراطيّة عصريّة أسوة بغيرنا من شعوب العالم المتحضّرة.
ثوّار ليبيا عندما قدّموا أرواحهم فداء لليبيا لم يكونوا ينتظرون جزاءً ولا شكوراً؛ بل إنّهم كانوا يبحثون عن الحرية وحسبهم الآن أنهم حققوا ما كانوا يسعون إليه؛ فبعضهم أستشهد في سبيل هذا الهدف، وبعضهم أمدّ الله في عمره ليساهم في بناء ليبيا الغد التي لايتقاتل فيها الناس من أجل كرسي الحكم مهما لمع بريقه.
ليبيا سوف تكون بإذن الله بلد الحرية، وبلد العدل والمساواة، وبلد الإحترام المتبادل، وبلد إتاحة الفرص لكل الليبيين بغض النظر عن خلفيّاتهم العرقية، أو الدينية، أو الجهوية(المكانية). ليبيا سوف تكون بلد كل الليبيين، وسوف يحكمها بإذن الله خيارهم الذين يختارهم كل الليبيين من خلال صناديق الإقتراع في إنتخابات حرة ونزيهة سوف تعكس بإذن الله الصورة الناصعىة لهذا الشعب الذي تم تهميشه وتغييبه لأكثر من 4 عقود من الزمن.
سوف يعود الشعب الليبي إلى الحظيرة الدوليّة كقائد بإذن الله وليس كتابع ذلك لأن بلادنا بها من العقول والخبرات ما يمكّنها من أن تكون في عجلة القيادة للكثير من شعوب العالم التي مازالت تناظل من أجل قهر الطغيان والتخلّص من الطغاة.
ثوّار 17 فبراير سوف لن ينزلوا عن مستوايتهم الراقية ليتحوّلوا إلى مرتزقة يقفون في طوابير الباحثين عن حقائب وزارية في حكومة إنتقالية؛ بل إن ثوّار 17 فبراير سوف لن يفكّروا أبداً في مصالحهم الذاتيّة لأنّهم إن رغبوا في ذلك لكانوا تحصّلوا عليه بدون هذا العناء.
إن الذين يبحثون عن حقائب وزارية هم من الطمّاعين، والآنانيّين الذين كانت ثورة 17 فبراير تستهدف أمثالهم؛ فهم في حقيقة الأمر لايختلفون في شئ عن أتباع الطاغية القذّافي، وأنصاره الذين كان همّهم الوحيد الإستحواذ على كل شئ في ليبيا، والتمتّع بخيراتها على حساب إقصاء الآخرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك