ورد في صحيفة "ليبيا اليوم" الإليكترونيّة خبرا عنوانه: منتسبوا جامعة طرابلس يعقدون ملتقاهم؛ وإستطرد كاتب الخبر قائلا: عقد منتسبوا جامعة طرابلس التي كانت تعرف بجامعة الفاتح سابقا خلال اليومين الماضيين ملتقاهم وذلك بمدرج الكيمياء بالجامعة .
حضر هذا الملتقى الدكتور فيصل الكريكشي رئيس الجامعة، والاخوة اعضاء هيئة التدريس والموظفين الذين غص بهم المدرج.
وتعليقي على هذا الخبر هو كالآتي:
أحمدالله على هذا النصر المبين الذي سعينا من أجله، وساعدنا ربّنا على تحقيقه لأنّ غاياتنا كانت نبيلة، ولأنّ مساعينا كانت متوافقة مع تعاليم ديننا الذي إرتضيناه طريقا نسير عليه، ونبراسا نستدلّ بنوره من أجل رؤية معالم حياتنا.
نعم... أيها الأحبّة يا أبناء ليبيا إنّها الجامعة التي حاربها الطاغية القذّافي، وإنّها الجامعة التي عبث بها، وإنّها الجامعة التي إحتقر أهل العلم والمعرفة بداخلها من أجل فرض الجهل والتخلّف على بلادنا لأنّه كان يعرف بأن الجامعة هي منارة البلد، وبأن طلاّب وآساتذة الجامعة هم من يحافظ على تلك المنارة مضاءة من أجل كشف بؤر الظلام، ومواطن التخلّف بغية تغيير الواقع من وضع سئ إلى وضع أحسن وهكذا.
علينا أيها الأحبّة آساتذة وطلبة الجامعة أن نتحمّل مسئولياتنا، وأن نقوم بدورنا كطبقة رائدة في المجتمع من أجل غدنا، ومستقبل أبنائنا.
آساتذة وطلبة الجامعة التي درست في مدرجاتها، والتي كتبت على جدرانها، والتي أسّست بعض من جرائدها الحائطية، وبعض من جمعياتها العلمية، والتي أسهمت بقدر ما إستطعت في مقاومة الطغيان الذي فرض عليها في ذلك اليوم المشئوم في 7 أبريل 1976، وما تبع ذلك من فرض للمظالم، وتجسيد للظلم في أحلك صوره، وقهرا للشرفاء الذين وقفوا ضد الهجمة التتارية على كليّات الجامعة في بلادنا بآوامر من سيّدهم البدائي المتخلّف الذي حارب التمدّن، وفرض البدونة بكل مكوّناتها لأن ذلك البدائي لم يستطع تحمّل أنوار المدينة.... فالصراصير لايمكنها العيش إلا وسط القمامة.
علينا أيّها الأحبّة يا أهل العلم والمعرفة.. يا من تحملون مفاتيح الغد المشرق بين أياديكم، وأسرار التقدّم في عقولكم... علينا أن نمدّ أيدينا لبعض، وأن نتعاضد، ونتعاون، ونتسلّح بهدى المعرفة كي نعبر الجسر من مواقع التخلّف التي فرضت علينا إلى مواطن التقدّم والتحضّر التي نطمح في بلوغها بكل ثقة، وبكل إقتدار لأننا نحن من بيده أن يغيّر، ونحن من يملك الأداة في عالم لم يعد يؤمن بإيديلوجيّات التفكير العقيم، وبنظريّات الجهلاء أصحاب العقول المتحجّرة، والنفوس الحاقدة.
علينا... طلبة، وخريجي، وآساتذة الجامعات في بلادنا أن نتقدّم المسيرة - مسيرة الشعب المتعطّش للحرية - نحو غد واعد فيه الحب والوئام، وفيه الرخاء والبحبوحة لكل أهلنا في ليبيا حين تصبح خيرات ليبيا - كل خيرات ليبيا - ملكا لأهلها، وحين يحكم بلادنا أصحاب الضمائر الذين يخافون الله في رزق المحتاجين، والذين يحرصون على أموال شعبهم بدل أن يسرقوها أو يعبثوا بها.
أنا شخصيا أرى بأنه يتوجّب علينا كمتعلمين أن نشدّ على أيدي أعضاء مجلسنا الإنتقالي وخاصة المستشار الطيّب مصطفى عبد الجليل، وأن ندعم أعضاء مجلسنا التنفيذي وخاصة الدكتور المقتدر محمود جبريل الذي يرى مستقبل ليبيا من خلال نافذة العلم والعقل.
أنا شخصيا أرى بأن الوقت الحالي هو وقت لتحرير بلادنا بالكامل، هو وقت لتأمين سلامة ورفاهية أهلها من أجل البدء في إعادة ترميم الهياكل الإدارية بما يتوفر ( بما هو موجود) من أجل وضع القطار على السكة؛ فقطار يسير متعثرا خير من قطار لا يسير على الإطلاق، وثقوا إخوتي - والكلام يعتبر موجّها لكل الليبيّين والليبيّات - بأنّه سوف يتوفّر لنا الوقت، وسوف تتوفّر لنا الوسيلة للبدء في تنقية وتجديد هياكلنا الإداريّة والفنيّة تدريجيّا لأنّ ذلك سوف لن يحدث بين ليلة وضحاها؛ خاصة وأننا نعرف يقينا بأننا إستردّينا بلدا من عصابة من قطاع الطرق الذين خرّبوها بعد أن إستولوا على خيراتها، ثم تركوها لنا خرابة لا نظام ولا قانون فيها. لقد ألغى الجاهل المتخلّف كلّ معالم الدولة في ليبيا منذ عام 1973 في ذلك الخطاب المشئوم، ومنذ ذلك التاريخ حكمت بلادنا عصابات نهب وسلب وكذب وجدت المرتع الخصب لزرع أحقادها في نظام حكم هلامي غير محدد المعالم أطلقوا عليه"الجماهيرية" تلك الكلمة التي سوف يتذكرها الليبيون في المستقبل كتعبير للفساد في أجلى صوره.
وفقنا الله جميعا، وطالما أننا أخلصنا في أعمالنا طالما توّفقنا في بلوغ مرادنا بإذن الله سبحانه وتعالى.
مع تحياتي للجميع، وأتعهّد هنا بأنني سوف أضع خبرتي الطبية والمهنية في صالح ليبيا الحبيبة من داخلها بأسرع ما يمكن بإذن الله؛ فقد حان وقت العودة للوطن لكل الليبيين الذين هجّرهم الطاغية من بلادهم، وأبعدهم عن أحبابهم من أجل المساهمة في بناء ليبيا الجديدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء وضع تعليقك