تطلّ ليبيا على شاطئ البحر الأبيض المتوسّط بساحل يبلغ طوله أكثر من 1900 كم، ويتميّز هذا البحر بهدوئه، وقلّة الأملاح في مياهه.
تعتبر مياه البحر المتوسّط خامة أخرى نفيسة من الخامات الطبيعيّة التي أنعم الله بها على بلادنا الحبيبة يمكن الإستفادة منها لو توفّرت الإمكانيّات والعقول المبدعة بنفس القدر الذي نستفيد فيه من ثروة النفط.
الطاغية القذّافي كان يبحث عن المجد بأي شكل، وبأيّ ثمن؛ لذلك فقد هرب من البحر يبحث عن المياه في الصحراء بجنوب ليبيا ربما لأنّه إنسان بدويّ يعشق الصحراء ويكره البحر، أو ربما أنّه كان قد فعل ذلك نكاية بالسعوديّة التي إستغلّت مياه البحر أيّما إستغلال حتى أضحت تلك الدولة العربيّة من أكبر منتجي الحبوب والأعلاف والتمور في المنطقة.
حفر القذّافي أبارا في حقل السرير، ثم أخذ يمخر بطن الأرض في إتجّاه الشمال بشبكة ضاربة في الطول والحجم من الأنابيب لينشئ بذلك شبكة مياه جوفيّة أطلق عليها "النهر الصناعي"..... ثم لاحقا أضاف إليها بعض من جنون العظمة الذي كان يعاني منه بأن أسماها "النهر الصناعي العظيم"؛ ولم يكن القذّافي وقتها - أو في أي وقت آخر- يحسب الأموال التي ينفقها ليشتري بها مجده الواهم.
بالطبع وكما نعرف لم تكن مياه حقل السرير بكافية لتغذية مدن الساحل؛ فعمد الطاغية إلى حفر الأبار في كل مكان عثر فيه على مياه جوفيّة في وسط ليبيا من أقصى غربها إلى أفصى شرقها حتى يقنع الناس على أنّ مشروع نهره يعتبر من عجائب الدنيا السبعة. عندما لم يوافقه العالم من حوله على تلك التسمية، وعندما سمّيت الأشياء بمسمّياتها لم يحتسب نهر القذافي العظيم من بين العجائب السبع؛ فأطلق عليه الأعجوبة الثامنة!!.
الطاغية القذّافي من طبعه بأنّه لايحسب، ولا يتدبّر، ولا يستمع إلى رأي الغير فتمادى في أحلامه الأفلاطونيّة يسحب ماء الأرض من أعماقها ويقذف بها في البحر حتى تيبّس سطح الأرض، وبدأت أعماقها في التجفّف تباعاً فزادت نسبة التصحّر في بلادي بشكل مخيف، وتغيّرت البيئة، وإرتفعت الحرارة على مدى أيّام السنة؛ ذلك لأن الطاغية أراد أن يعكس سنّة الله في الأرض، وحاول أن يجدّف عكس التيّار.... وذلك يعد درساً لنا علينا تعلّمه.
المنطق يقول إن أردت رفع مستوى المياه في باطن الأرض فعليك أن تضيف إليه من مصادر أخرى؛ وهذا يعني بكل بساطة سحب مياه البحر، وتنقيتها، وتحليتها ثمّ ضخّها على سطح الأرض فتثمر الأرض وتعطيك خيرا كثيرا، ثم تدفع بالماء الزائد إلى باطنها فيرفع ذلك منسوب المياه ويتمكّن الناس من الحصول عليها بأقل إجهاد.... وفوق كل ذلك يتلطّف الجو، وتتحسّن البيئة، وتزداد نسبة التبخّر من على سطح الأرض مما يتحوّل إلى سحب، ثم إذا به ينهمر أمطارا غزيرة... وهكذا تتواصل دورة المياه العذبة.
الآن ونحن نعاني من شحّ كبير في مياه الشرب في أغلب مدن الساحل بسبب تركة القذّافي الثقيلة علينا أن نتجّه إلى البحر لنقوم بتحلية مياهه لنزوّد بها أهلنا فيسدّوا ضمأهم، ويسقوا حيواناتهم، ويزرعوا من فائضها أرضهم فيسعد الإنسان، وتزهو الأرض، ويرضى الله عنّا لأننا إتّبعنا سنته، وتماشينا مع قوانينه الطبيعيّة.
أين هي محطة غرب طرابلس البخاريّة لتحلية مياه البحر، وأين هي محطّة أبوكمّاش البخاريّة لتحلية مياه البحر، وأعتقد بأنّه أيضاً توجد محطّات أخرى على الساحل الشرقي في الخمس والبريقة كان القذّافي لايستخدمها لأنّه وقتها لم يكن يرى غير نهره الصناعي العظيم؟.
هل بالإمكان جلب محطّات تحلية متنقلة بوسعها أن تزوّد الناس بالماء النقي بأسرع ما يمكن، وبضمانة من التلوّث المتعمّد الذي قد يلجأ إليه الطاغية من أجل الإنتقام من الليبيين الذين هجروا أفكاره المتخلّفة باحثين عن الحريّة الحقيقية في تراث الشعوب الأخرى التي سبقتنا في الممارسة، وسبقتنا في الأبحاث والتجارب الإنسانيّة المتحضّرة؟.
لماذا لايتم جلب ماكينات تحلية منزليّة، ومصفّيات مياه لتوزيعها على البيوت التي توجد بها مياه جوفيّة غير صالحة للشرب بوضعها الحالي؟.
هذه مجرّد أفكار وإقتراحات عساها تجد طريقها إلى المشرّع والمفكّر في بلادي من أجل تخفيف العبء على أهلنا من ناحية، وتخفيف العناء على أولئك الرجال الذين يحترقون من أجل إعادة الحياة الطبيعيّة لليبيا الحبيبة.
السلام عليكم ورحمة الله انا مهندس تحليه مياه البحر واعمل بمحطة تحليه بنظام ro مرسي مطروح بجمهورية مصر العربيه وهذا النظام من أحدث الأنظمة في تحلية مياه البحر وأتمني المساعدة . للتواصل :hanymahany@yahoo.com
ردحذف00201002878583
تتكلم من جهل الظاهر
ردحذف